باب المطار "يفوّت جمل"!

{title}
نبأ الأردن -

نشأت الحلبي -





منذ أن تفجرت أزمة كورونا في الأردن، وفي الوقت الذي كنا ما نزال فيه ببداية الجائحة، كتبت لأكثر من مرة بأن العين الآن ترقب القطاع الصحي الخاص وخصوصا المستشفيات، وكنا نتوقع أن تعلن على الأقل تخصيص طابق في كل مستشفى للوقوف مع الأردن والشعب الأردني وأن لا تنتظر حتى ينهار القطاع الطبي العام لتكون تلك فرصة لمزيد من الصفقات!





منذ أن ازدادت الحالات وعجز القطاع الطبي الحكومي عن استقبال المزيد من مرضى كورونا، كنت أعلم بأن الحكومة تتجه الى استئجار مستشفى خاص يُخصص لمرضى كورونا وعلى نفقة دافعي الضرائب، عندها استغربت، وقلت في نفسي لعل من يفاوض الحكومة يقول كلمة خير بحق الوطن و"يدق على صدره" ويقول "عندي"، لكن التفاوض مع كل أسف كان على السعر وليس على "الفزعة للبلد"!





نعم قصر القطاع الطبي الخاص والمستشفيات الخاصة بحق الأردن، ولم يقفوا الموقف المرجو الذي كان متوقع منها، ولم يقم أيّ منها بخطوة إيجابية، وعليه فلم أستغرب أبدا بلاغ رئيس الوزراء رقم 23 بتفويض وزير الصحة بوضع اليد على أي مستشفى وكوادره لعلاج مرضى كورونا، فنحن أشبه ما نكون بحالة طوارئ، والأردن دخل الجائحة بكل ما تعني الكلمة من معنى، والمواطن الفقير هو من دفع الثمن الأغلى منذ تفجر الأزمة، وما زال ومن "فم ساكت"!





الصدمة ممن لم يقفوا مع البلد التي كانت بالنسبة إليهم عبارة عن "بقرة حلوب" لا أكثر، والصدمة هي ذاتها التي داهمتنا عند الإعلان عن صندوق "همة وطن" الذي اعتقدنا بأن حجم ما سيجمعه سيصل الى المليار دينار، لكن أملنا خاب عندما لم يجمع سوى أكثر بقليل من 90 مليون فقط، عند إذن بدأنا نتساءل، أين اثرياء البلد، أين أصحاب القصور والفلل، أين أصحاب السيارات الفارهة التي يساوي سعر واحدة منها عمل مواطن غلبان وأبنائه لمدة مائة عام!





القَصّير والبليط والدهين والسائق والممرض والطبيب والمعلم وأصحاب الاستثمارات الصغيرة من صاحب محل الخضار الى صاحب عقار بسيط يعتاش من دخله، الى صاحب ورشة ميكانيك وورشة تصليح سيارات، وغيرهم الكثير، دفعوا الثمن منذ توقفت أعمالهم وتعطلت مصالحهم، الى الموظفين الصغار في القطاع العام والخاص الذين توقفت علاواتهم وقُضمت رواتبهم، ومع ذلك لم بنبسوا ببنت شفه ذلك أنهم مؤمنون أن الوطن هو البيت الكبير المهدد بالانهيار ويجب إنقاذه، وبقي العتب حد الغضب على من رفض بأن يتنازل عن بعضٍ من ملايينه لأجل الوطن الذي جمع ثروته منه أساساً!!





خلاصة الكلام، فإن الدعم كل الدعم لبلاغ الحكومة 23، فالوضع لم يعد يحتمل، ولا نريد أن نسكت حتى نرى الوطن ينهار.





في العام 1993 سألت المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله إبان زيارته لجامعة اليرموك حيث كنت طالبا في قسم الصحافة والإعلام، عن مركز حقوق الانسان الذي تم افتتاحه في عمان وإذا ما كان ذلك قد يغضب دولاً أخرى لا تؤمن بحق الإنسان، فأجابني رحمه الله : نحن نفعل ما نريد "رضي من رضي وغضب من غضب"، واستناداً الى ذلك نقول إننا مع القرار الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب، ومن يرضى يرضى، ومن لا يرضى فباب المطار "يفوت جمل"!!


تابعوا نبأ الأردن على