أين الحكومة يا ناس ؟!
نشأت الحلبي -
اليوم مررت بحالة صحفية مستعصية، فقد وصلني، كما غيري كثيرين، خبر عن إصابة مدير خلية الأزمات العميد مازن الفراية بفيروس كورونا، ولأن العمل الصحفي المهني يستدعي الحصول على المعلومة من مصدر موثوق حتى نؤكدها أو ننفيها خاصة في مثل هكذا حالة ولما يشغله العميد الفراية من منصب هام، فقد حاولت جاهداً الوصول الى مسؤول حتى أعرف الحقيقة، لكن بلا جدوى، أتصل بوزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة علي العايد، لكن تلفوناته مغلقة والسبب أنه في مصر الآن، وحتى إن كان خارج البلد، فالأصل أن يبقى على تواصل خصوصا وأننا في زمن الموبايل و"الرومنج"، يعني الاتصال الدولي المتاح و"رخيص الثمن"!
هذه ليست المرة الأولى التي أحاول التواصل مع العايد، وأفشل رغم أنني صحفي ولا غرض لي سوى استقاء المعلومة الأكيدة حتى نصدرها للناس كحقيقة وليس مجرد تخمين، وهذا هو أصل الصحافة المحترفة لا سيما في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد والذي لا يحتمل إلا الدقة في المعلومة.
وقبل ذلك، وصلنا أيضا خبر إصابة وزير الأوقاف بكورونا، ورغم أنه نشر ذلك عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، إلا أنني حاولت الاتصال به من باب التأكيد لا الأكثر، ومن باب احتمال، ولو واحد في المائة، أن يكون أحد ما مثلا قد زور صفحة باسم الوزير، وهذا وارد ولو بشكل بسيط، لكننا، وكما قلت، أمام ظرف حساس يستدعي الدقة المتناهية، إلا أنه أيضاً لم يجب.!
افتتحنا معابر كما أعلنت الحكومة من قبل، لكنني لم أسمع شيئ من وزير الداخلية أو وزير النقل مثلا سوى ما كان في آخر مؤتمر صحفي للعميد الفراية، مع أن الأصل أن نتواصل مع كل الوزراء حتى نقف على الإجراءات وننقل للناس ما يجري.
لا أريد هنا أن أجري مقارنة بأي شكل بين هذه الحكومة وبين التي سبقتها، لكن للأمانة أقول أننا كنا على تواصل مباشر مع كل وزير فيها، ومع كل مسؤول وحتى في أوقات متأخرة خصوصا وأننا كنا بداية الأزمة وكان كل شيئ يجري بسرعة، وكانت المعلومات تنساب بسهولة للصحفيين، ومن ثم للناس، ولست هنا بصدد الدفاع عن أي مسؤول سابق مثلا، لكن ما أريده أن تُغير الحكومة من نهجها الحالي وأن تنفتح أكثر على الإعلام.
سمعت من مسؤول، قديم جديد، بأن تعليمات قد صدرت لعدم الحديث عن أي شأن إلا من خلال رئيس الوزراء شخصيا أو من خلال الناطق الرسمي، هذا أمر جيد ولا شك، ويمكن من خلاله أن يتم ضبط المشهد الإعلامي، لكن من غير المعقول إذا كانت هناك مثلا معلومة آنية تتعلق بمستشفى مثلا، أن نتصل مع الناطق الرسمي للتأكد منها ونحن في عصر الخبر السريع والسوشال ميديا التي جعلت من كل من يملك هاتفا "صحفي" يصور ويبث الخبر على الفور، فعندها سينتظر الناطق الرسمي المعلومة من مدير المستشفى ليمررها للصحافة، وفي هذا الوقت تكون المعلومة قد "طارت" للناس وفعلت فعلها!
السؤال الذي بات يحيرني اليوم : أين الحكومة، ولماذا كل هذا الصمت؟!