شجاعة الحكومة بالتراجع عن القرارات القاتلة للاقتصاد

{title}
نبأ الأردن -

كان من الجيد، بل ومن الشجاعة، أن تتراجع الحكومة عن قرارين كانت أعلنت عنهما ضمن حزمة قرارات "وقائية" من المفترض أن يتم العمل بها حتى نهاية العام الحالي.
القرار الأول كان بالعودة عن قرار منع صلاة الجمعة وذلك إثر مطالبات شعبية كبيرة طالبت بالعودة عن القرار لما لهذه الشعيرة من قدسية دينية.
القرار الثاني كان بالعودة عن قرار إغلاق الحضانات، وهذا التراجع أيضا جاء تحت ضغط شعبي، خصوصا من الأمهات العاملات، لما يسببه من ارتدادات سلبية قاسية حتى لو كان عمل الأم عن بُعد، بمعنى من المنزل، فحتى في هذه الحالة فإن الأم بحاجة الى الهدوء والسكينة حتى "تركز" في الشغل، ولا بد من الحضانة حتى تضع أطفالها فيها خلال فترة العمل، فمطالبة السيدات العاملات وصلت حد التهديد بانسحاب المرأة تماما من سوق العمل!
على حكومة بشر الخصاونة أن تتحلى بمزيد من الشجاعة أيضا لتضع ما تبقى من قرارات على الطاولة وتدرسها، بعيدا عن دراسة "اكسفورد"، فقرار مد فترة الحظر الجزئي ليبدأ من الساعة العاشرة مساءاً بالنسبة للمؤسسات ومن الساعة الحادية عشرة بالنسبة للأفراد، هو قرار كارثي بكل ما تعني الكلمة من معنى، فالحكومة تعلم تماما بأن المستهدف في هذه القرارات المطاعم والمقاهي على وجه الخصوص، وغيرها من الاستثمارات الصناعية التي تعمل في فترات المساء، وهذا سيؤدي ولا شك الى إضرارٍ كبير بهذه الاستثمارات إما بالإغلاق أو بتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها حتى يتمكن أصحابها من الاستمرار في العمل، وفي النهاية فإن هذا يعني مزيدا من البطالة ومزيدا من التعثر الاقتصادي للإقتصاد الذي يعاني أساساً الأمرّين!
لا نريد أن نحكم من الآن على هذه الحكومة، لكننا لا نريد منها التمنيات والأدعية، بل نريد منها الانجاز والنظر إلينا بعين أردنية خالصة وليس بعين دراسات وتقارير أجنبية، وما كنا نتوقعه منها أساسا أن تلغي الحظر بشكل كامل وأن تعمل على التشديد في تطبيق القوانين وقرارات الدفاع ذات العلاقة بالالتزام بالاجراءات الوقائية، وليس مد الحظر الجزئي والعودة الإغلاقات الأسبوعية القاتلة وبالتالي توفير أرضية خصبة لإنتكاسةٍ إقتصادية فوق الانتكاسة الوبائية!
نشأت الحلبي


تابعوا نبأ الأردن على