لا لـ "شَيطنة" مطالب الناس

{title}
نبأ الأردن -

نشأت الحلبي -





بدون مواربة، ولا مجاملة، ولا مصالح، أنا من حقوق الناس، ومطالبها بالعيش الكريم، ومع محاربة كل ما يُفقرها.





هذا ثابت لا "مساومة" عليه.





أرصد الدعوات لما يُسمى "24 آذار".





علمت بأن هذا هو تاريخ لإحياءٌ احتجاجات الرابع والعشرين من آذار من العام 2011.





أقول "علمت" لأنني في هذا التاريخ كنت خارج البلاد في غربة "قسرية" فرضتها الظروف الاقتصادية حتى "أعمل قرشين".





وفي ذلك الوقت كان هناك ما أطلق عليه "الربيع العربي" الذي اجتاح كثيراً من الدول، وفي الوقت الذي انطلقت فيه احتجاجات "مَطلبِيّة" وعنوانها العدالة الاجتماعية، إلا أن مسار الكثير منها انحرف لتغرق دولٌ في فوضى، بل وفي دماء.





هنا مربط الفرس، فالشعوب الواعية حافظت على بلادها وما شيده الآباء والأجداد، ولم يساوموا في ذات الوقت على حقوقهم.





ذات الحال ينسحب على الحكومات، فهناك من كان منها على درجة كبيرة من الوعي وخاطبت شعوبها، وجلست معهم، وسمعت لمطالبهم، ونفذتها، وبقيت الأوطان بخير.





إذا ما أسقطنا "المؤامرات" التي حيكت ضد بلاد معينة، فإن من انسحب لجهة العقل والحكمة والتروي والعدل، كان الفائز، شعبا وحكومات، وبالتالي أوطان.





الأردن، كان جزءاً من ذلك المشهد، وخرج الناس الى الشوارع وعبروا عن رأيهم ومطالبهم، ولم تحدث الفوضى التي تمناها كثيرون لنا.





الآن، ومع ضائقة اقتصادية أخرى كان للجائحة التي تضرب العالم حاليا نصيب كبير في سببها، عدنا الى ذات المطالب، فالعنوان الأول للناس هو "الاقتصاد" والعدالة في التعيينات وفرص العمل، إضافة لمطالب من عناوينها محاربة الفساد والترهل الإداري، وهذا ما يجمع عليه كل الناس، فالفساد مرض عضال ينخرأي وطن مهما اشتدت قوته، بل وكفيل بهدمه.





ما يُصَعّب الوضع أكثر الآن هو الوباء أيضاً، فالتجمعات تعمل على ازدياد انتشار فيروس كورونا، وتزيد من احتمالات العدوى بشكل كبير، ومن هنا يجد الشخص نفسه بين فكي كماشة، فمن باب يؤيد أن تطالب الناس بحقوقها وحقها وأن تعبر عن نفسها حتى في الشارع، ومن باب يخشى على الناس من المرض والعدوى، وإذا ما شجعت المطلب الأول فتُرضي نفسك وضميرك من باب "الحقوق"، ويؤنّبك" ضميرك من باب "الصحة والمرض"!





وإذا قلت للناس بأن يؤجلوا حراكاتهم الآن نظراً للوضع الوبائي، فإنك ستُتهم بأنك ضد مطالب الناس حتى لو كان سبب موقفك "صحي" لا أكثر، وفي المقابل، وإذا شجعت الناس على الخروج للمطالبة بحقوقهم فإنك ستُتهم بأنك "تُلقي" بالناس في تهلكة المرض وتُشجع كذلك على خرق أوامر الدفاع التي نجمت عن قانون الدفاع الذي هدف بالأساس الى حماية صحة الناس.





حقا لا أعلم ما هي "التخريجة" لهذا الموقف "الصعب جداً" خصوصا وأنا أشهد اتساع مساحة الفقر والتعطل عن العمل جراء الظرف الوبائي والاجراءات من إغلاق قطاعات كثيرة أودت بمالكيها الى الهاوية، لكنني، وكما أرفض "شيطنة" مطالب الناس سوءا بالتنكر لها أو بمحاولة زجها في أجندات خاصة وبركوب الموجة لمصالح أيضاً خاصة أو مصالح ضد الوطن، فإنني أيضا، وبلا مواربة كذلك، مع الحفاظ على صحة الناس وعدم الإلقاء بهم في التهلكة.


تابعوا نبأ الأردن على