حتى لا تتسع دائرة الجوع

{title}
نبأ الأردن -

نشأت الحلبي -





إذن، قررت الحكومة تعليق فتح القطاعات التي كان من المفترض أن تعود الى مزاولة عملها خلال أيام، حسب الخطة التي كانت الحكومة نفسها قد أعلنت عنها من قبل.





في الموضوع الصحي، لا يمكن لأيٍّ كان أن ينقاش الاجراءات، ذلك أن موضوع صحة الناس لا يمكن نقاشه ولا الاقتراب منه.





هذه متلازمة اعتدنا عليها منذ تفجر أزمة جائحة كورونا التي أرهقت البلاد والعباد.





لكن من غير المعقول أن يكون "السكوت" كذلك عنواناً في الوقت الذي باتت فيه الكثير من القطاعات على وشك "الموت الحقيقي" بعد أن دخلت منذ أشهر في "موت سريري" وتنتظر "إبرة الحياة"!





نُغلق نعم، لكن لا خطط حكومية واضحة لمساعدة الناس على تخطي "الجائحة الاقتصادية"!





مثال على ذلك : ماذا فعلت الحكومة في موضوع ضريبة المسقفات مثلاً؟ .. ففي الوقت الذي يطالب فيه كثيرون بإصدار "بلاغ دفاع" بإعفاء المستأجرين من الإيجارات خصوصاً عن فترات الإغلاق القسرية، لم يتطرق أحد الى إعفاء المؤجرين من ضريبة المسقفات مثلا طالما أنهم تضرروا من فترة الإغلاقات تلك ولم يتقاضوا أية إيجارت عن فترات الإغلاق، فيما الحكومة تصر على تحصيل ضريبة المسقفات، فهذه الفئة إذن تسير في طريق "الموت الحتمي"، دون أية حلول قد تظهر في الأفق لمشكلتهم ..!!





لا ضير أن نُغلق حتى نحافظ على صحة الناس، لكن لا ضير أيضاً من حلول نخلقها ونضعها على الطاولة حتى نوازن بين الصحي والاقتصادي، فمع أن هذه طالما ترددت على ألسنة المسؤولين، إلا أن "الأيادي" لم تخط أي قرارات في تجاه الحلول ..!





التلميح بالعودة الى الاغلاقات يخلق حالة من "الاكتئاب"، بل ويدفع الى كثير من الخسائر، فتصريح مثل : "كل الاحتمالات مفتوحة وقد نذهب الى الإغلاقات"، ينعكس فوراً على الأسواق ويؤدي الى خسائر واضطرابات اقتصادية..!





الملك عبدالله الثاني، وفي آخر تصريحات له، أعطى جرعة كبيرة من الأمل للناس، ودفع الاقتصاد الى الأمام، وعاد التفاؤل الى شرايين العملية الاقتصادية، لكن التصريحات، والتلميحات الحكومية، تؤدي، وفوراً، الى نتيجة عكسية، وعليه يجب ضبط التصريحات والتوضيح للناس بأننا لن نعود الى إغلاق ما تم فتحه، على الأقل!!





هناك من يحاول من المسؤولين أن يزيح عن كتفيه مسؤولية أي قرار حين يلقي باللائمة على قرارت العودة الى فتح القطاعات وبأنها السبب في ازدياد الحالات، هذا في الوقت الذي، وللأمانة، بتنا نرى مظاهر الالتزام تتصدر المشهد الأردني في الشارع وفي المؤسسة وفي المصنع وفي التاكسي، وفي كل مناحي الحياة، فلا ترى شخصاً دون كمامة، ولا ترى مؤسسة، أو حتى "دكان" دون معقمات ..!!





الارتجاف ليس إلا "عنوان" للعودة الى الخلف، والفشل وزيادة "الطين بلة"، وإن بقينا على هذا الحالي فإن رقعة "الجوع" ستتسع أكثر، وسنحتاج الى "عشرات السنين" حتى نتمكن من أن ننهض مجدداً، وعليه فلا بديل عن "الحِكمة" وبُعد النظر في اجتراح الحلول.


تابعوا نبأ الأردن على