وقت التلاقي لا وقت المخاصمة يا حكومة

{title}
نبأ الأردن -

نشأت الحلبي -





ليس هناك من صحفي عاقل يمكن أن يكون مع توقيف "زميل" مهما كانت التهمة أو القضية، إلا تلك التي تمس أمن البلد، وتطاله في مقتل.





أذهلني حد الاستنكار، توقيف الزميل جمال حداد، لا لشيئ إلا لأنني مقتنع بأن تكميم الأفواه لا يمكن أن يكون حلاً بشكل مطلق، لأية مشكلة من مشاكل البلد.





الآن على وجه الخصوص، تمر بلادنا، كما كل بلاد العالم، بأزمة وبفترة حساسة جداً طالت كل شيئ .. الطب والاقتصاد بشتى قطاعاته، والزراعة، والتعليم، وغيرها من القطاعات التي ليست الصحافة بمعزل بالمطلق عن تبعات وإرهاصات هذه الأزمة.





شخصياً، مع التريث والتفكير العميق "المُعمّق" في كل شيئ، بل في كل كلمة، فحساسية الظرف تتطلب التمعن بمصلحة البلد والناس أولاً، وعليه، فإنني مع الانفتاح الكبير بين الحكومة وكل أدوات السلطة التنفيذية من جهة، وبين الصحافة من جهةٍ أخرى، خصوصا وأننا نعيش في عصر الإعلام المفتوح الذي فرضته أدوات السوشال ميديا المختلفة، وتلك الفوضى العارمة التي طالت المعلومة، حد التشويه، والتي بات معها الانفتاح على المعلومة الصحيحة، الحل الوحيد لضبط المشهد الاعلامي ووضعه في سياق مهني لا يتأتى إلا بانسياب المعلومة بسلاسةٍ ويُسر لوضعها بين يدي الإعلام المحترف حتى تُصدَّر الى الرأي العام بطريقة مقنعة، وبالتالي توقف كل "التخوفات" والإفراط الزائد في محاولة البحث عن ما وراء المعلومة المغلوطة التي تنطلق أساساً من "هواة" يشوهون المشهد.





البديل الوحيد للتوقيف، هو الدخول في حوار وطني "مسؤول" يكون عنوانه مصلحة الوطن العُليا التي يتلاقى عليها الجميع وأولهم "الصحفي".





لا هو الوقت المناسب، ولا هي الظروف الموائمة لندخل في خصومات بين أي طرف وآخر من أطراف المعادلة الوطنية، بل هو وقت التلاقي والحوار والاقتراب "الفكري" و"الوطني" رغم "التباعد الجسدي" الذي فرضته الجائحة.





أتمنى فعلاً أن تفكر الحكومة بأريحية أكثر وبطريقة بعيدة عن "التشنج"، فالأجواء متشجنة أساساً بين البحث عن سبيلٍ ناجعٍ للخروج من مأزق الجائحة، وبين التفكير في إنقاذ ما تهالك من قطاعات واسعة، وبين مستقبلٍ نحاول أن نتلمس ملامحه بعد كل هذا الانهاك.





وفوق هذا، فإن الدعوة أيضا مفتوحة للحكومة لأن تفكر دوماً بأن الصحافة شريك أساسي في البناء، ولم تكن في أي يومٍ مِعول هدم للوطن طالما يحكمها الضمير الوطني أساساً، وعليه فإن أصل الأشياء مد يد العون لها وإعانتها على البقاء.


تابعوا نبأ الأردن على