الغرايبة: الاهتمام الملكي بالتدريب المهني جاء من أجل مستقبل الشباب
نبأ الأردن -
أكد مدير مؤسسة التدريب المهني المهندس أحمد الغرايبة أن التوجيهات الملكية السامية للاهتمام بالتدريب المهني والتعليم التقني وتزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، جاء لتمكين الشباب نحو مستقبل مهني يؤمن لهم حياة كريمة ويسهم في التحاقهم بسوق العمل.
وقال الغرايبة في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن المؤسسة تعمل على تطوير البرامج التدريبية وإنشاء مراكز متميزة وفق المعايير العالمية للتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل وصولا إلى رؤية واضحة ومحددة لتطوير التدريب المهني.
وأضاف إن رؤية التدريب المهني تهدف إلى إعداد الشباب لتلبية احتياجات سوق العمل، وتدريب العاملين الحاليين، ورفع كفاءاتهم، ومواكبة التطورات التكنولوجية، واستحداث البرامج التدريبية، وتحسين المنظومة التدريبية بشكل عام، بما يتماشى مع التوجه نحو مهن المستقبل، ولا سيما المهن المرتبطة بالاقتصاد الأخضر والمهن المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة.
وبين أن تطور واقع التدريب في المؤسسة من خلال البرامج التدريبية المرتبطة المستويات المهنية، والتي يجري من خلالها إعداد المتدربين لتمكينهم من مستويات العمل الأساسية الثلاث؛ محدد المهارات، الماهر، المهني، بالإضافة إلى البرامج الطويلة كالدبلوم الفني والثانوي التطبيقي البريطاني (BTEC) بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي.
كما تعمل المؤسسة على برامج رفع الكفاءة الفنية التي يلتحق بها العمال الممارسون في سوق العمل من أجل رفع كفاءتهم الفنية في مجال تخصصهم، وهي تضم نوعين من البرامج؛ الأولى تدريب لرفع كفاءة العمال الممارسين ضمن المستوى المهني الواحد، والثانية برامج تدريب رفع كفاءة العمال الممارسين وتمكينهم من الانتقال من مستوى مهني إلى المستوى المهني الذي يليه.
وأوضح أن تطور البرامج التدريبية في مجال السلامة والصحة المهنية هدفه تدريب العاملين في المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص، ورفع كفاءتهم في مجال السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى برامج تدريب المدربين والمشرفين بهدف إعداد المدربين المهنيين، ورفع كفاءتهم في أساليب التدريب والتعليم وبناء قدراتهم.
وتعمل المؤسسة على تطوير البرامج لديها، واستحداث برامج جديدة لمواكبة المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق العمل، بالشراكة مع المصانع والشركات بالقطاع الخاص؛ مثل التدريب عبر الواقع الافتراضي والواقع المعزز (VRAR)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمهارات الخضراء التي تسهم في الحفاظ على البيئة، ومنها إدارة النفايات، إدارة المياه، وتقليل التلوث، الطاقة المتجددة، السيارات الهجينة والكهربائية، والبرامج الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى المهارات التي تحافظ على التغير المناخي والبيئة وارتباطها بالتكنولوجيا الحديثة، وتستهدف في هذه المهارات المهندسين، خريجي تكنولوجيا المعلومات، وخريجي التخصصات الأكاديمية الراكدة والمشبعة.
ويوجد في المؤسسة حوالي 128 برنامجا تدريبيا معتمدا من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، منها (76) برنامجا من الأكثر طلبا، بالشراكة مع الهيئة لتحديد مزودي التدريب والتعليم المهني والتقني والاحتياجات التدريبية والمهارات اللازمة لكل مهنة.
وتعمل المؤسسة حاليا على صياغة وتعديل البرامج التدريبية وتنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، عبر التدريب المنتهي بالتشغيل في عدة قطاعات، وبالشراكة الحقيقية مع غرف الصناعة وشركات القطاع الخاص، والاتفاق على برامج تدريبية متخصصة مطلوبة لسوق العمل تعرف باسم اتفاقيات التدريب المنتهي بالتشغيل.
وتملك مؤسسة التدريب المهني 28 معهدا تضم 257 مشغلا وبطاقة استيعابية تقدر بحوالي (7) آلاف متدرب، وقدرة تشغيلية تصل إلى (21) ألف متدرب في العام التدريبي، في حين بلغ عدد الخريجين حتى عام 2023 قرابة 435 ألف خريج وخريجة، ونسبة إناث حوالي 32 بالمئة.
ولفت الغرابية إلى تنفيذ برنامج تعزيز التعليم والتدريب المهني والتقني بالشراكة مع جامعة الحسين التقنية التي كان لها إسهام كبير في تطوير منظومة التدريب المهني بالمملكة، والنهوض بالطاقات المبدعة في ضوء البطالة العالية بين الشباب والشابات والتغيرات العالمية نحو مهن جديدة ومهارات متنوعة تواكب التطور الرقمي والتكنولوجي المتسارع.
كما تحرص المؤسسة على تعزيز منظومة الإنتاج في المؤسسة، وزيادة الإيرادات الذاتية التي تسهم في تطوير المنظومة التدريبية وتحقيق الإيرادات، وتعميق تعاونها مع الجهات المانحة ضمن المرجعيات المعتمدة للاسهام في وصول خدمات التدريب النوعية لجميع فئات المجتمع من الأردنيين واللاجئين، كما أن العمل متواصل باستمرار مع هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية في إطار الربط بالإطار الوطني للمؤهلات.
واكد حرص المؤسسة على التطوير المستمر لجودة العملية التدريبية، والحصول على اعتمادات دولية للمعاهد والبرامج والمدربين وبالشراكة مع القطاع الخاص، في إطار توفر الإمكانيات في البنية التحتية المتوفرة والمجهزة بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة والكوادر البشرية الإدارية والفنية المتميزة.
وأشار إلى أن المؤسسة عملت على تأهيل معظم المعاهد لتقديم خدمات تدريب للأشخاص ذوي الإعاقة مع وجود معهد متخصص للأشخاص ذوي الإعاقة في الرصيفة،
ووضعت خطتها الاستراتيجية للأعوام 2022-2025 وفقا لمخرجات رؤية التحديث الإقتصادي والأولويات والمبادرات المرتبطة بمؤسسة التدريب المهني من أجل الاستمرار في تطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني، وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة لتلبية سوق العمل محليا ودوليا.
وأكد الغرايبة أن المؤسسة ماضية في تطوير برامجها التدريبية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل والتطور التكنولوجي المتسارع وتخصصات المستقبل، وفق خمسة محاور استراتيجية تسعى من خلالها إلى رفع نسب الالتحاق بالتدريب المهني في المملكة من 13 بالمئة إلى 20 بالمئة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم.
وأنشئت مؤسسة التدريب المهني بموجب القانون المؤقت رقم (35) لسنة (1976) كأحد المشاريع التنموية في الخطة الخمسية (1976 – 1980) بهدف التوسع في إعداد القوى العاملة المدربة، وتنظيم سوق العمل، حيث باشرت أعمالها عام 1977.