"الزميل" الشبول فتح باب الاشتباك مع الصحافة .. فما القادم؟!
نشأت الحلبي -
لا نعلم حتى الآن ما الذي يدور في ذهن الحكومة تجاه الصحافة، لكن ما نعلمه أن هناك "شيئ ما" يُطبخ على "نارٍ هادئة".
هذا على الأقل ما فهمناه من أول إطلالة لوزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، "الزميل" فيصل الشبول.
الشبول، وكما يعلم كل الوسط الصحفي، هو ابن هذه المهنة، وهو من عانى فيها وذاق مرارتها لكثيرٍ من السنوات، وهذا لربما هو الشفيع الأكبر "عنده" حتى تكون تلك النار الهادئة "برداً وسلاماً" على الصحافة.
دليل هذا أن الشبول قال، "بتصرف"، : إن "الإعلان" هو روح الصحافة، وهو سبب عيشها، وبدونه، فإن الصحافة تندثر.
إذن، ومن واقع الحال، فإن الشبول يعلم تماماً بأن الصحافة تعيش بسبب الإعلان، خصوصاً تلك التي لا تمويل آخر لها، كما أكد هو، وهذا يعني بأن الشبول يعلم تماماً بأن هناك، لربما، تمويلات أخرى، لكن الصحافة الوطنية الحرة لا تعيش إلا على الإعلان والعقود الإعلانية التي تكون "فوق الطاولة"، لا تحتها.
كما أكد الشبول بأن واحد من أسباب الوضع الصعب الذي تعانيه الصحافة هو أنها سلمت نفسها لمواقع التواصل الاجتماعي بُغية الانتشار الأوسع، وهنا وضع الشبول إصبعه على واحدة من الإشكاليات الكبيرة التي باتت تهدد الصحافة "في رزقها"، وبالتالي في وجودها، ذلك أن مواقع التواصل "أكلت" من حصة الصحافة الإعلانية المساحة الأوسع.
إذن، وما أحسبه، هو أن "ابن الصحافة" سيأتي بالحلول الناجعة لوضع الصحافة المتردي، مع أن المأخذ الذي أُخِذَ عليها في تصريحاته هو أنه لم يتحدث بشكل أكبر عن "الصحافة الالكترونية" التي باتت تمثل المساحة الأكبر في الاعلام الأردني، فعندما يتحدث عن "الإعلام التقليدي"، فلا بد وأن يكون في "مخيلته" الإعلام "الآخر"، وهو الإعلام "الجديد"، وعليه فإن أكثر ما نخشاه أن تكون بوصلة الحكومة في الدعم للإعلام موجهة فقط للإعلام "التقليدي"، مع أن الأصل، وما نريد أن نقوله للزميل الشبول، أن يكون كل الإعلام في ذهن الحكومة "بكج" واحد وليس فقط ما تريده الحكومة من إعلام ليعيش.
الآن وُلِدَ مجلس نقابي جديد، وما هو مفترض أن ندخل في حالة نقاش موسع حول ما يدور في ذهن الحكومة تجاه الصحافة من خلال المجلس، والأصل أن لا يُطبخ أي أمر دون المرور عبر نقابة الصحفيين، الممثل الشرعي للجسم الصحفي، ولعل أول ما تتجه إليه الأنظار، وكما لمسنا من تصريحات الشبول، هو "حق الحصول على المعلومة، وللجميع، والإعلان، فلربما في ذهن الحكومة ما يدور حول تنظيم سوق الإعلان وليصل الإعلان الى "مستحقيه" ممن يجب أن تعيش من مؤسسات صحفية وطنية، فالحكومة، وباعتراف الشبول، تؤكد أن الصحافة لا يمكن أن تعيش بدون الإعلان، وهذا كان أيضاً محط نقاش مع رئيس هيئة الإعلام الزميل طارق ابو الراغب ذات "أنظمة"، فالوسط الصحفي، وخصوصاً الإلكتروني، لا يُعارض التنظيم أبداً، لكنه يُعارض "التغليظ" غير المبرر سواء في الاتجاه "المالي" أو في تجاه الحريات، فهذان خطان متوازيان لا يمكن أبداً أن تكون هناك صحافة "وطن" بدونهما.
الشبول فتح باب الاشتباك مع الصحافة بنوايا "حسنة"، حسب ما فهمنا، ونحن بانتظار أن نلمس ترجمة لتلك النوايا على الأرض والتي نأمل أن لا يكون أقلها تخفيف الأعباء المالية على الصحافة، التي يعترف الشبول بأنها تعاني وما تزال، إثر "الجائحة"، وبأن يكون للنقابة دور كبير في "السحب والإضافة" وبما يحفظ حق الصحافة والصحفيين في حريات أكبر، وفي صحافة "وطن".