عندما تصمت الحكومة .. التوجيهي "المثال الصارخ"!

{title}
نبأ الأردن -

نشأت الحلبي -





كما كل عام، فإن ليلة إعلان نتائج التوجيهي، ليست بليلةٍ عادية في الأردن ..





شد أعصاب، وأهالي وطلاب يترقبون ..





إشاعات هنا، وأخرى هناك ..





ومع تطور علوم الاتصال وظهور عالم السوشال ميديا، والتي حَوّلَت كل مواطن، إلى صحفي، باتت الإشاعات تكبر، وتصل الى كل منزل، بل وإلى كل شارع وحي ..





وكما كل تلك الليالي، كانت ليلة الأحد - الإثنين ..





الإشاعات في عصر السوشال ميديا تختلف، فأصبحنا نرى التهاني تملأ الفيسبوك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي، مع أن النتائج لم تُعلن بعد، ورابط إعلان التوجيهي لم يتم تفعيله ..





القصة لم تقف فقط عند التهاني، بل تعدّت ذلك ووصلت الى حد نشر المعدلات مع التهاني ..!!





وأضف الى ذلك أنه تم تحديد الأوائل على المملكة، بل ونشر أسماءهم، وأحياناً، صورهم ..!!





ما الذي يجري إذن، وهل حقاً وصلنا الى حالة من الإنفلات أصبحت معها النتائج "مشاع"!!





وإن كان كذلك، فهل وصلنا الى درجة من الفساد لم نعُد معها "نأمن" على واحدٍ من أهم معالم التعليم بالأردن وهو "التوجيهي" الذي طالما كان مُحَصّناً وعنواناً لجدية التعليم في بلادنا، وسمعتنا التي نعتد بها ..!!





شخصياً، انتابتني حالة من "الهلع" على التعليم، هذا في الوقت الذي انتظرتُ فيه أن تخرج الحكومة بأي تصريحٍ أو بيانٍ يوضح الحقيقة، لكن ذلك لم يحصل ..!





ووصل الأمر الى حد "تخوينك" ووصفك بكل الأوصاف "النابية" التي لا يمكن أن يتخليها عقل إذا ما قلت إن هذا ليس صحيحاً وإن كل ما يجري "تخابيص"..!





في منتصف الليل، حاولنا في موقع "نبأ الأردن" أن نصل إلى أي مصدر سواء في وزارة التربية والتعليم أو غيرها علّنا نقف على الحقيقة.





بعد محاولات، نجحنا في الوصول الى مصدرٍ موثوق، وتعاون معنا بشكل لافت.





المصدر نفى كل ما يتم تداوله، وأكد بأنه لم يتم تبليغ أي طالب بنتيجته وخصوصاً "الأوائل".





نشرنا الخبر، ومع ذلك، فإننا لم نسلم من التعليقات التي وصفنا أصحابُها بأننا "فاشلون"، وبأن النتائج ظهرت والناس "يحتفلون" حتى الأوائل منهم ..!





عاهدت نفسي إذا ما كان قد تم "الكذب" علينا، أن أهاجم الحكومة بكل قوة لأصفها بالكاذبة، وكان الفيصل بيننا وبين الحكومة النتائج التي ستُعلن وإذا ما ظهر أي اسمٍ من الأسماء التي تم ترديدها عبر منصات التواصل الاجتماعي قبل إعلان النتائج.





لم أنم حتى الصباح وأنا أنتظر، وحالة القلق تساورني ..





عندما ظهرت النتائج، تنفست الصعداء، وحمدت الله بأن كل ما قيل كان عبارة عن "كذب"، وبأن أيٍّ من الأسماء لم يكن صحيحاً.





أما لماذا حمدت الله، فليس لأن الحكومة "صدقت" مثلاً، ولكن لأن "التوجيهي" بقي مُحصّناً، وضرورة أن يبقى كذلك، لأنه سمعة بلد، وسُمعة أجيال ستضرر كثيراً خصوصاً في سوق العمل بالخارج مثلاً، إذا ما تم ضرب سمعة تعليمهم الذي على ضوئه يدخلون المنافسة مع أجل الحصول على فُرض عملٍ مميزة.





الأردني في الخارج، طالما كان محط اهتمام واحترام كونه خريج مدارس وجامعات أردنية ذات سمعةٍ طيبة، وإذا ما تم ضرب سمعة التعليم في بلدٍ ما، فإن الخاسر هو الناس أولاً.





صمتت الحكومة في تلك الليلة، وكان لا بد من التحرك لمعرفة الحقيقة، لكن هذا لا يجب أن يمر، فكان يجب على الحكومة أن تتحرك إعلامياً للاشتباك مع "الإشاعات" لوضع حدٍّ لها حتى لا تكبر، ولإجلاء الحقيقة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير