معلمة ترثي طالبتها بكلمات تدمي القلوب في الرمثا.
نبأ الأردن -
رسالة إلى زهرة سبتمبر
تلميذتي بانا، يا زهرة سبتمبر، كيف لي أن أنسى وجهك الملائكيّ وضحكتك التي كانت تملأ صفّنا بهجةً؟
شهر سبتمبر أتى حاملاً معه خريفًا مبكرًا، ليس للأشجار بل لقلوبنا. فقد غادرتِ يا صغيرتي، وتركتِ وراءك مقعدًا فارغًا ودموعًا لا تجفّ. كنتِ وردةً صغيرةً تملأ الصف بالبراءة والضحكات، ونجمةً تضيء عيون رفيقاتك.
يا فراشةً صغيرةً حلّقت في سمائنا، وغادرتنا قبل أن نكتشف ألوان جناحيها كلها. رحلتِ يا صغيرتي، وتركتِ في قلوبنا غصّةً وفي صفنا فراغًا لا يملؤه أحد.
يا بانا، يا زهرةَ البساتين، يا من كنتِ تكتبينَ في دفاترِكِ قصةَ الحياةِ الجميلة. الآن، أراكِ ككتابٍ أُغلِقَ، وقلمٍ توقّفَ عن الكتابة. إنّ دفاترَكِ تبكيكِ، وأقلامَكِ تشتاقُ إليكِ. لم تعد حروفُكِ تُنيرُ فصولَنا، ولا كلماتُكِ تملأُ قلوبَنا.
لكن رحلتكِ ليست مجرّد نهاية، بل بداية لحياةٍ أبديةٍ في رحاب ربٍّ رحيم وكريم. أعدكِ يا بانا أن تبقى ذكراكِ حيةً في قلوبنا، وستظلّين زهرة سبتمبر التي لن تذبل أبدًا. سنروي لزميلاتك قصة الفراشة الصغيرة التي لم تكتمل قصّتها، ولكنها وجدت سعادتها الأبدية.
نامي بسلام يا صغيرتي، يا كتابَ الطهارة. رحمة الله عليكِ، وأسكنكِ فسيح جناته، وألهم أهلكِ الصبر والسلوان.
معلّمتكِ التي لن تنساكِ أبدًا.
المعلمه ختام المصري






















