"فعل استعراضي لا يحقق أي أثر سياسي ملموس".. النظامي يرد على دعوة الحروب للإضراب عن الطعام
نبأ الأردن -
رد الصحفي، الدكتور خليل النظامي، على أمين عام حزب العمل، النائب السابق، الدكتورة رولا الحروب، مشيراً إلى أن تحويل فكرة الإضراب عن الطعام، والتي تمارس عادة في السجون للضغط على السجان، إلى نشاط جماعي مفتوح في دولة مثل الأردن، يجعلها أقرب إلى فعل استعراضي لا يحقق أي أثر سياسي ملموس.
وتالياً رد النظامي الذي نشره عبر صفحته على فيسبوك :
بدون زعل،،،
أولا: الإضراب عن الطعام وسيلة احتجاجية ذات بعد فردي أو رمزي، اكتسبت مشروعيتها التاريخية في سياقات الأسر والسجون، وكان يمارسها الأسرى كأداة ضغط على سلطة سجّان مباشر، أما تحويلها إلى نشاط جماعي مفتوح في دولة مثل الأردن، يجعلها أقرب إلى فعل استعراضي لا يحقق أي اثرسياسي ملموس.
ثانيا: هذا الشكل من الدعوات يكشف عن ضعف جوهري في أدوات الأحزاب السياسية في الأردن، إذ يكتفي الحزب بإطلاق مبادرة رمزية لا تتعدى حدود إعلان موقف أخلاقي، بدل صياغة فعل سياسي منظم قادر على توليد ضغط حقيقي، سواء عبر البرلمان أو التحشيد الشعبي السلمي الواسع أو الضغط على الحكومة لاتخاذ مواقف دبلوماسية أكثر جرأة.
ثالثا: استخدام أسلوب (مقر الحزب مفتوح من الساعة كذا إلى كذا) يوحي وكأن الدعوة نشاط نخبوي مغلق، ومحصورة في إطار تنظيمي حزبي محدود، وهذا يحول القضية الفلسطينية من شأن وطني جامع إلى نشاط حزبي مناسباتي، وهو اختزال لقضية كبرى تستدعي أوسع مشاركة شعبية.
رابعا: الإضراب عن الطعام كتكتيك في المجال العام لا يحرك الرأي العام الدولي، ولا يشكل أي ضغط سياسي على صناع القرار في اسرائي أو أمريكيا، وكان الأجدر ابتكار وسائل احتجاجية قادرة على تحريك الإعلام وتوليد رأي عام عالمي، مثل الحملات القانونية والدعوات القضائية، أو الفعاليات التي تكسر الحصار الإعلامي وتفسح فضاءات الحرية.
خامسا: الدعوة بهذا الشكل تكشف عن مأزق أعمق في الحياة الحزبية الأردنية، تتمثل بـ غياب الاستراتيجية والاكتفاء بـ الرموز والشعارات، في وقت تحتاج فيه فلسطين إلى عمل سياسي منظم وفاعل، يتجاوز الطابع العاطفي ويترجم الغضب الشعبي إلى مواقف مؤسسية.
وعليه أقول،،
إن تحويل الإضراب عن الطعام من صرخة أسير في زنزانة إلى نشاط حزبي موسمي ما هو إلاّ تفريغ للرمزية التاريخية من مضمونها، وأشبه بعرض خطابي يستهلك التعاطف بدل أن يحوله إلى قوة ضغط، ومن المؤسف أن تتحول القضية الفلسطينية في خطاب الكثير من الأحزاب إلى مجرد بطاقة حضور على مسرح السياسة المحلية، لا إلى مشروع نضالي يربط بين الداخل الأردني والهم القومي.
























