إطلاق جائزة “صُنّاع الإرث البيئي" لمواجهة الفيضانات الحضرية وتغيّر المناخ

أطلقت أمانة عمان الكبرى بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن (موئل الامم المتحدة)، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة،  وبدعم من الحكومة الهولندية ،  جائزة "صُنّاع الإرث البيئي" في دورتها الاولى،  لتسليط الضوء على محور الفيضانات الحضرية والتحديات المرتبطة بتغير المناخ، وذلك في مؤتمر صحفي عُقد اليوم في مركز الحسين الثقافي، بحضور رئيس لجنة أمانة عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة و وزير البيئة الدكتور أيمن سليمان، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين 

ويأتي اطلاق الجائزة، التي تستهدف طلبة الجامعات الأردنية، ضمن إطار مشروع " الإدارة الحضرية الذكية للمياه: تعزيز القدرة التكيّفية والمرونة الحضرية في مدينة عمّان من خلال البنية التحتية الخضراء".

 

وتهدف الجائزة إلى رفع الوعي المجتمعي بآثار التغير المناخي في الأردن، وتمكين طلبة الجامعات والشباب من تصميم حلول مبتكرة قائمة على الطبيعة للحد من الفيضانات الحضرية، كما تسعى لربط هذه الحلول بقطاعات بيئية حيوية مثل مكافحة التصحّر، حماية التنوع الحيوي، والتكيف مع التغير المناخي، وتشجيع التفكير الإبداعي والعمل الجماعي عبر فرق متعددة التخصصات

وقال الشواربة ان مدينة عمان تحتل اليوم مكانة متقدمة في المنطقة في جهود التكيف مع التغير المناخي وبناء مدن أكثر مرونة واستدامة . فقد عملت الأمانة خلال السنوات الماضية على تنفيذ خطط طموحة تنسجم مع رؤيتها الاستراتيجية 2022-2026 ورؤية التحديث الاقتصادي للأردن، وتعكس التزام مدينتنا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ في إطار خطة منعة عمان، وخطة العمل المناخي ، لتصبح عمان نموذجا إقليميا في دمج الحلول المبتكرة والبنية التحتية الخضراء في مواجهة التحديات البيئية

وأضاف ان إطلاق هذه الجائزة يأتي بعد أيام قليلة من أسبوع المياه العالمي 2025 الذي حمل شعار " المياه في صميم مواجهة أزمة المناخ"، مؤكداً على الترابط الوثيق بين إدارة الموارد المائية والتكيف مع التغير المناخي وتعزيز المرونة الحضرية

وأوضح أننا في عمان، نترجم هذه الرسائل العالمية إلى خطوات عملية من خلال مشروع "الإدارة الحضرية الذكية للمياه"، الذي يمثل استجابة استراتيجية للتغير المناخي، ويهدف إلى تحويل تحديات الفيضانات إلى فرص تعزز الأمن المائي في واحدة من أكثر دول العالم شحا بالمياه

وقال الشواربة ان هذه الجائزة الوطنية في دورتها الأولى تركز على تطبيق حلول مبتكرة لإدارة مياه الفيضانات واستغلال مياه الأمطار كمورد مائي إضافي، عبر ثلاثة مواقع مختارة في عمان هي حديقة ميسلون في العبدلي، أدراج جبل الزهور وموقف سيارات مبنى أمانة عمان الكبرى في راس العين وسيتم تنفيذ المشاريع الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى على أرض الواقع، لتكون نماذج رائدة يمكن البناء عليها مستقبلا

واكد على اهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات الرسمية والدولية والمجتمع المدني النجاح العمل البيئي، اذ تعد هذه الجائزة امتدادا لنهج أمانة عمان في تعزيز الابتكار والمشاركة الشبابية، والذي عملت الأمانة على ترسيخه عبر مبادرات عديدة، أبرزها مسابقة "الطلبة يعيدون ابتكار "المدن" بالتعاون مع شبكة C40.

كما شدد على دور وسائل الإعلام ، في نشر الوعي بأهمية الحلول الخضراء وتشجيع المجتمع على تبنيها

بدوره اكد وزير البيئة الدكتور ايمن سليمان التزام الوزارة بدعم المبادرات النوعية، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة حريصة على مرافقة جميع مراحل المشروع، وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاستدامة البيئية على مستوى المملكة من خلال تطوير السياسات والإشراف على المشاريع التي تحمي الموارد الطبيعية وتشجع الابتكار والعمل المجتمعي

وأشاد نائب رئيس البعثة في سفارة مملكة هولندا، بيير دي فريز، بعمق العلاقات الأردنية–الهولندية، مؤكدًا أهمية دعم الأردن في تطوير حلول عملية لمواجهة التغير المناخي.

و أوضحت مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن،المهندسة ديما أبو ذياب، أن المشروع يهدف إلى إيجاد حلول واقعية لإدارة المياه واستغلال مياه الأمطار بطرق مبتكرة، بما يساهم في مواجهة أزمة ندرة المياه في الأردن، مضيفة ان الجائزة ليست مجرد تكريم، بل دعوة إلى العمل والإبداع لتمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية في مدينة عمّان.

وأكدت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، بتول العجلوني، أن ارث الأردن الطبيعي لا يقدَّر بثمن لكنه يواجه تهديدات متزايدة بفعل التغير المناخي والسلوكيات المضرة بالبيئة، وجائزة صنّاع الإرث البيئي دعوة إلى العمل الجماعي والابتكار من أجل الطبيعة

ويشار بالذكر  ان  الجائزة تمتاز بنهجها العملي الذي يتجاوز حدود التكريم، حيث ستُقدَّم للمشاريع الفائزة حزمة متكاملة من الدعم الفني والمالي لتحويلها إلى مبادرات قابلة للتنفيذ. كما سيتم تطبيق الحلول الثلاثة الأولى المختارة في مواقع محددة بمدينة عمّان، بما يسهم في تعزيز مرونة العاصمة أمام مخاطر الفيضانات