عن "إفساد الإعلام" ..!
نشأت الحلبي –
مع تعيين الزميل فهد الخيطان مديراً للإعلام في الديوان الملكي، تفاجأت بتناقل مقطعاً مصوراً "فيديو"، للخيطان يتحدث فيه عن الإعلام.
ما صدمني، حديث الخيطان عن ما وصفه بـ "الإعلام الفاسد"، بل وقال، حسب "الفيديو"، إن مؤسسات عملت على ذلك، ومنها الديوان الملكي والمخابرات والحكومات المتعاقبة..!
لم أعلم تاريخ هذا اللقاء مع الخيطان، ولم أعلم مناسبته وخلفيته حتى أحكم بشكل أكثر دقة على ما ورد في حديث الخيطان.
قبل أن أشاهد الفيديو، كنت قد تحدثت الى الزميل الخيطان، وفي عجالة، عَرّجنا على واقع الإعلام في الأردن، وعلى ما يمكن أن يتم وضعه من خطط واستراتيجيات للعمل الإعلامي في الأردن بشكل عام.
وفي خلفيتي عن الزميل الخيطان، بحكم المعرفة السابقة، وإن لم يكن هناك احتاكٌ مباشر بيننا في المهنة، إلا أنني، ومنذ نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثانية، كنت أتابع الخيطان عبر صحيفة العرب اليوم التي أول ما عرفتنا بالزميل الخيطان، وفي قادم الأيام، التقينا، ولكن اللقاء الأهم، والمتكرر، بين الخطيان وبين الوسط الإعلامي عموما، كان يجري عبر قناة المملكة، التي ترأّس الخيطان مجلس إدارتها، والتي غَيّرت في المشهد الإعلامي، ومن يعلم "بواطن" العمل الإعلامي، يُدرك، بل ويلمس، أن هناك حالة تغيير مهمة، بل وواسعة، أحدتثها قناة المملكة، وهذا حُكمٌ دون خلفية أو موقف مسبقٌ معين من القناة أو القائمين عليها، غير ما قيل، ويُقال، عن التمويل الكبير للقناة على حساب مؤسسات إعلامية رسمية أخرى مثل التلفزيون الأردني مثلاُ، والفجوة الواسعة في الرواتب، لكن، وبعيداً عن هذا، فلا ننكر بأن "المملكة"، كانت قفزة مهمة في الإعلام الرسمي.
وهنا لن أغوص في الحديث أكثر في هذا الموضوع، لكن هي إضاءة فرضت نفسها.
المهم أن الخيطان الآن، هو في واحدة من المؤسسات التي تحدث عنها في "الفيديو"، وإذ هو يأتي على خلفية ما قال، وبعيداً عن مدى دقته أو لا، فإن من نافلة القول إذن أن لديه مخطط مختلف، وأن لديه تصوراً من المفترض أن يؤسس لمرحلة إعلامية أردنية مختلفة، وفي الوقت الذي نعي فيه بأنه ليس جزءاً من المؤسسة التنفيذية، أي الحكومة، لكن وجوده في الاعلام "الملكي"، لا شك وأنه مؤثر، بل ومؤثر جداً، هذا إذا اعتقدنا بأنه الآن يُطل من على "رأس التلة" على الواقع بعين أوسع، فضلاً عن أنه ابن هذا الوسط ويعي تماماً كل تفاصيله الدقيقة، بل والدقيقة جداً.
سنرقب لنرى ماذا لدى الخيطان، وكيف يمكن أن تتناغم مؤسسة الديوان الملكي، في المجال الإعلامي، مع مؤسسات الحكومة ذات الاختصاص، حتى لا يكون هناك "إفساد"، بل نهوض بواقع الإعلام، وقفزة مهنية و"واقعية" تنعكس إيجاباً على الصحافة "الحقيقية".