اختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول وإصدار "إعلان عمان" لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة
نبأ الأردن -
تم اليوم الخميس الثامن من شباط اختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة والذي أقيم تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم
وقد افاد الدكتور فوزي الحموري الرئيس المشارك لمبادرة إعادة اعمار القطاع الصحي في غزة ورئيس لجنة برنامج المؤتمر، عن امتنانه وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لرعايته السامية للمؤتمر الأمر الذي يمنح الدعم للمُضي قدماً بهذه المبادرة وتقدم كذلك بالشكر لجميع المنظمات الهيئات المحلية والعربية والدولية المشاركة، موضحاً إن المؤتمر هو اللبنة الأولى التي انطلقت منها مبادرة إعادة الإعمار والتي ستشمل ثلاث مراحل، حيث أن المرحلة الأولى و المستعجلة ستكون من خلال تزويد المساعدات الطبية العاجلة واستقبال الجرحى من ذوي الحالات الصعبة، والمرحلة الثانية سيتم من خلالها العمل على إدخال مستشفيات ميدانية مع طواقم طبية، والمرحلة الثالثة هي إعادة الإعمار .
وأشار الحموري إلى ان المبادرة باشرت بتقييم الاضرار التي تعرض لها القطاع الصحي في غزة لتحديد الكلف اللازمة لإعادة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والجامعات والكليات الصحية في غزة.
وقد أشار الحموري الى حضور ما يزيد عن 500 مشارك بالإضافة الى مئات المشاركين عن بعد، والذين يمثلون ما يزيد عن 60 منظمة إنسانية وصحية ودولية من 30 دولة، حيث يأتي هذا المؤتمر بمثابة اللبنة الأولى في المبادرة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة والذي نظمته نقابة الأطباء الأردنيين والجمعية الطبية العربية الامريكية الوطنية بالتعاون مع النقابات المهنية الأردنية واتحاد الأطباء العرب وجمعية المستشفيات الخاصة ومؤسسات دولية وهيئات وجمعيات أردنية وعربية ودولية.
وقد تضمن المؤتمر مداخلات عن بعد ومن ضمنها وزيرة الصحة الفلسطينية، ووزير الصحة التونسي، بالإضافة الى وكيل وزارة الصحة الفلسطينية وعدد من مدراء المستشفيات في غزة. وقد شمل جلسات متنوعة شارك فيها أطباء من غزة (عن بعد) والذين تحدثوا عن الواقع ميدانيا وحجم المعاناة التي يكابدونها هناك وقد افادوا بانهيار المنظومة الصحية في غزة. بالإضافة الى سماع شهادات من أطباء أردنيين وأجانب كانوا قد تطوعوا بالذهاب الى قطاع غزة لدعم الكوادر الطبية واجراء عمليات جراحية للمصابين والمساهمة في تخفيف معاناة المواطنين هناك.
ومن جهته عبر الدكتور عمر لطوف مدير مؤسسة الجمعية الطبية العربية الأميركية ورئيس المبادرة عن امتنانه لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم لرعايته هذا المؤتمر الدولي وتقدم بالشكر لسمو الاميرة دينا مرعد رئيسة المجلس الاستشاري لجمعية إغاثة أطفال فلسطين. بالإضافة لمشاركة وزير الصحة ووزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات الأردنية والعربية لمشاركتهم في فعاليات المؤتمر ولجميع المتحدثين والمشاركين من كافة انحاء العالم في فعاليات المؤتمر. كما ثمن مشاركة منظمة الصحة العالمية، الأونروا، اليونيسف، البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والهيئة الدولية للصليب والهلال الأحمر وجمعيات الهلال الأحمر العربية المشاركة بالإضافة الى جمعيات الأطباء الأردنيين والفلسطينيين في أوروبا وامريكا.
وأكد الدكتور جواد العناني الرئيس الفخري للمؤتمر أهمية إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، وركز على سبل دعم المؤسسات التعليمية في القطاع وخاصة الصحية منها لتعزيز إمكانيات وقدرات الأطباء والكوادر الصحية المختلفة حتى تتمكن من توفير الرعاية الصحية المثلة للمرضى في قطاع غزة.
وقال نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، إن المؤتمر هو الأول من نوعه ويناقش سبل إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة بعد العدوان الغاشم، مشيراً إلى تسجيل ألف طبيب بالإضافة الى عدد كبير من المتطوعين من النقابات المهنية الأخرى لغايات التطوع في تقديم الخدمات الصحية لأهالي غزة.
وقد استعرض المهندس احمد سمارة نقيب المهندسين الأردنيين النتائج الأولية للدراسات التي نفذها مهندسون في قطاع غزة لتقييم الاضرار التي تعرضت لها المستشفيات في غزة والكلف المالية اللازمة لإعادة تشغيلها.
كما خرج المؤتمر بتوصيات أهمها مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على وقف العدوان على قطاع غزة ، والسماح للمنظمات الإنسانية والصحية بالدخول إلى غزة لإعادة تأهيل ودعم القطاع الصحي وايصال المساعدات، وإنهاء الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتقديم كافة أشكال الدعم الطبي، والعمل على ترميم وإعادة تشغيل ما يمكن إنقاذه من المؤسسات الصحية وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية، وتفادي مسببات الوفاة والناجمة عن انتشار الأمراض المعدية ومضاعفات الإصابات وعواقب إهمال المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والكلى والسرطان وغيرها.
كما تضمنت التوصيات العمل على منع مسببات وفيات الأطفال بتوفير الأمن الإنساني من دواء وغطاء وإعادة تفعيل برنامج تطعيم الأطفال والعمل على تسهيل خروج الأطفال الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة من القطاع للعلاج في الخارج.
هذا وقد كانت مجموعة المبادرة قد اتفقت على البدء في تنفيذ ما ورد في تقرير احتياجات القطاع الصحي في غزة والذي أصدرته المبادرة في ختام أعمال المؤتمر بالتعاون مع المنظمات الأخرى وكل جهة ذات علاقة في تنفيذ التوصيات، وستعمل المبادرة على توفير فرص لطلاب الطب خاصة في السنة الأخيرة والذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم، وإعادة تأهيل الجامعات والمؤسسات التعليمية وخاصة كليات الطب والمهن الصحية.
ومن الجدير بالذكر أن التوصيات شددت على منح الفلسطينيين حق الحياة والعيش الكريم ضمن الظروف الإنسانية الطبيعية التي ينعم بها باقي شعوب العالم، كما تم إصدار (إعلان عمان لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة) الذي يؤكد على الواجب الأخلاقي لتوفير الرعاية الصحية لمواطني غزة بالحصول على الرعاية الصحية اسوة بباقي شعوب العالم، والتأكيد على قدسية المستشفيات والمؤسسات الصحية وضرورة حمايتها بالإضافة الى حماية العاملين في القطاع الصحي وعدم التعرض لهم باي شكل من الاشكال. وان إعادة اعمار القطاع تحتاج الى شراكات دولية بين القطاعات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. وسيتم انشاء صندوق دولي لجمع التبرعات اللازمة لإعادة اعمار القطاع الصحي. وتم الإعلان عن اتاحة الفرصة لكافة المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية والافراد المعنية في انقاذ حياة الناس والحد من آلامهم وحماية المدنيين للمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.