القسيس إسحق: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي
نبأ الأردن -
قال القسيس في كنيسة عيد الميلاد اللوثرية في بيت لحم الدكتور منذر إسحق، إن ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي ودمار موجع خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية، التي تركت كارثة كبيرة، ودمرت البنية التحتية، وشردت مليوني غزي، مع ما يُرافق ذلك من قَتل وتجويع وتخويف ورعب.
وأوضح إسحق، خلال الندوة التي نظمتها المبادرة العربية المسيحيّة "عروبة" اليوم الإثنين بالتعاون مع الجمعيّة الأرثوذكسية بعنوان"العرب المسيحيّون بينَ الصمود والتهجير" أن المسيحيين هجّروا، ولَجأوا إلى الكنائس، وخسروا كل شيء، وما زالت إسرائيل تتمادى في القتل؛ لأنها تدرك أنه لا يوجد من يحاسبها، مشيرا إلى أن الوضع اليوم كارثي، ومُرعب. ووصف الوضع في غزة بالجحيم، لا سيما وأن الأهالي هناك بلا سكن، و بلا مأوى، أو غذاء، أو دواء، يعيشون لحظات مرعبة تحت القصف القاتل.
وأضاف خلال الجلسة التي حضرتها سفيرة جنوب إفريقيا في الأردن"تشيلاني موكوينا"، يجب على الكنيسة أن تنخرط بالواقع وبقضايا مجتمعنا، ويكون لها صوت إنساني، ينتصر للحق ويعكس ضمير للمجتمع من خلال مخاطبة السياسيين، وأن لا يتوقف دورها فقط على الجانب الديني.
وقال القسيس إسحق، إن مسؤوليتنا بأن نتكلم، ونكون صوت أهلنا في غزة أمام العالم، فكل ما يحصل في أرضنا ظلم كبير، وعلينا إنصاف المظلوم، لإيماننا بأن النور سينتصر على الظلم، مشيرًا إلى أن النكبة مستمرة منذ 76 عامًا، والتهجير مستمر قبل الحرب وبعدها.
وشدد على وجوب أن يكون للكنيسة موقف إنساني ووطني، لافتًا إلى أن المواطنة الصالحة هي مواطنة المسؤولية، والمحبة، والحرية، فلن نقبل العيش في الحرية مالم نشارك بها، ولن نقبل الأكل من خيرات أرض لم ندافع عنها.
وبيّن القسيس إن ما يحدث في غزة استعمار هدفه واضح، وهو اقتلاعنا من أرضنا، وأن اللاهوت الغربي سهل لهذا الاستعمار، فالمقاومة حق، وواجب حسب اللاهوت الشرقي، داعيًا إلى الصمود أمام هذه المحنة، فالصمود شهادة لا انعزال، وتجذر في الوطن، وشركات مصيرية، وتمسك بالعظمة الداعية إلى السلام.
وأشاد بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني المشرفة، والشجاعة قبل الحرب وبعدها، ودفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته على أرضه، ودعمه القوي لملف جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
بدوره أكد رئيس الهيئة الإدارية لجمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية الدكتور إحسان الحمارنة ضرورة التصدّي للتحدّيات الحالية، والتأثير بمعركة الوعي الثقافي، والسياسي من خلال رسالة المُبادرة العربية المسيحيّة، المنبثقة من الدفاع عن القضايا الوطنية، والإقليمية بما في ذلك القضية الفلسطينية، ومواجهة أنظمة الاستعمار، وفضح مُمارسات الاحتلال الصهيوني محليًّا وعالميًّا.
وأضاف حمارنة أن المسيحيين العرب هم مواطنون لهم كافة الحقوق، وهم من ركائز الحضارة العربية، و الإسلامية، ويعانون من التهجير القسري الذي تشرف عليه الصهيونية؛ لإنهاء الوجود المسيحي في الشرق، لافتًا إلى أن رجال الدين المسيحيّ كانوا دائمًا مدافعين عن القضايا العربية كافة، والقضية الفلسطينية خاصة.