بعد قضية "الأمير".. قراءة في المشهد
نشأت الحلبي -
اللافت المهم في القضية الهامة التي مرت بها بلادنا مؤخراً، والتي ارتبطت بموضوع الأمير حمزة بن الحسين، هو أن الأردن كان "الترند" على كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر كل دول العالم.
اللافت الآخر، هو ذاك الكم الهائل من الرسائل التي وصلت الى القصر الملكي من معظم عواصم دول العالم.
إذن، وفي قراءة سريعة، فإن هذا يؤكد، بما لا يدع مجالاً، أبداً، للشك، بأن الأردن رقماً صعباً، ليس فقط على الخارطة الإقليمية، وحسب، بل على الخارطة العالمية.
أما داخلياً، فقد كانت القصة محط اهتمام لا مثيل له، فلا تلتفت على حساب على كل منصات السوشال ميديا، إلا وترى ما يتعلق بالقضية، سواء بخبر أو برأي.
وخارجياً أيضا، ولكن ليس على صعيد سياسي، فقد تابعت ما نُشر وبعض الفيديوهات التي بُثت حول الموضوع، وما لفت نظري حقاً هو تلك "اللايفات" التي لمست في بعضها حثاً للناس على التحرك، أو اغتنام الفرصة، أو غيرها، حتى أن بعضهم بدأ يصرخ بالناس بأن تحركوا، وآخر يقول لهم "قريباً سألتقي بكم في عمان"، وكل ذلك يجعلك تتخيل بأن الأردن قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ..!!!
تأسيساً على ذلك، وكنتيجة لما جرى، فإن ما تنتهي إليه هو أن الأردن كان، وما زال، ينجو من كل "مصيدة"، ويخرج سالماً من كل "خضة"، اما لماذا، فالسر عند "الشعب" فقط، فما يطالب به الناس هو العدالة والعيش الكريم، وليس "تخريب" البلد.
في المشهد أيضا كنت أرقب الحكومة، وللأمانة، فإن "الصمت" كان العنوان، فيما تمر البلاد بقضية هامة ..!!
وفي التعاطي السياسي والإعلامي، فقد كان خطاب بعض الشخصيات السياسية التي أطلت علينا عبر الفضائيات، كلاسيكياً ومن خارج "زمن المرحلة"، إلا من رحم ربي، وهذا لربما يجعلنا نلتفت أيضاً الى ضرورة إنتاج نُخبٍ تتمتع بفكر "عصري" يُماهي بين الخطاب الوطني الوازن الذي يحفظ "بالكلمة" أمن البلاد ومصالحها، ويُصدِّر، في ذات الوقت، خطاباً مقنعاً الى الخارج.
أما على الصعيد الإعلامي، فقد كنت، وما زلت، ضد "حجر" المعلومة خصوصاً للإعلام المحلي، فعدم السماح بتدفق المعلومات يُجبر الناس على البحث عن البديل، لا سيما الخارجي، وهذا ما أراه من الخطورة بمكان حيث "التلوث" السمعي الذي يضر، وعليه، فإن هذه القضية الهامة، وغيرها من القضايا التي مرت ببلادنا، يجب أن تشكل دافعاً هاماً للبحث في استراتيجة إعلامية تتعاطى مع وسائل التواصل الحديثة بكل مكوناتها وإرهاصاتها المستجدة على عالم الإعلام، وهنا يجب أن نلحق بركب قوالب المعلومة الجديدة حتى لا يأتي علينا يوم ونجد أنفسنا في آخر صف التطور في هذا المجال.