د. ماجد الخواجا يكتب: تتواصل حرائق الأشجار ويتواصل الاستهتار

{title}
نبأ الأردن -

لا يكاد يجيء الربيع وبدايات الصيف إلا ونبدأ نستمع ونشاهد بحزن ووجع عن حريق هنا وحريق هناك جرّاء عدم الحرص ونتيجة الإهمال غير المتعمد وربما في جزءٍ منها أي الحرائق، يكون مقصوداً للتخريب والعبث وعدم الشعور بالمسؤولية المجتمعية والأخلاقية وتوفّر الحسّ والوعي البيئي والسياحي.
لا تتوفر لدي بيانات عن عديد الأشجار التي أتلفتها وأكلتها النيران التي يخلفها الزائر خلفه على شكل جمر لم يتم إطفاؤه بطريقةٍ صحيحة، أو تم إلقاؤه بجوار الأعشاب اليابسة الاجهزة للإشتعال ما أن تلمسها النار.
الحقيقة لدينا إشكاليات في العادات والثقافة المجتمعية من حيث التعامل مع البيئة عموماً، والبيئة السياحية بصورة محددة.
كمثال: عندما نسير على الشوارع الرئيسة مثل شارع المطار أو شارع الأردن، فإننا نشاهد على جانبي الشارع المركبات المتوقفة والتي أحياناً تتجمع حول بعضها البعض مشكلةً دائرة شبه مغلقة لعديدٍ من الأشخاص الذين طاب لهم أن يقوموا بالتنزّه والقيام بعمليات الشواء بالقرب من حركة السيارات المارّة بسرعة، ثم يتركون المكان خلفهم وقد امتلأ بمخلفاتهم من اكياس وعلب وأكياس وبقايا فحم قد تكون مشتعلة.
صورة أخرى: نشاهدها من خلال قيام عائلات بأكملها بالركوب في المركبات غير المخصصة لنقل البشر مثل القلابات وتنكات المياه والبكبات، حيث الفرضية بأنه ما دامت مركبة على الشارع، فهي صالحة للقيام برحلات وجولات عليها.
بطاقة ثالثة: تبدو في عدم قيام الجهات المعنية بتحديد أماكن مخصصة للرحلات والتنزّه، وحتى لو توفرت في بعض المواقع، فإن طبيعة البشر تميل إلى البحث عن أماكن تخلو من البشر أو الحجد الأدنى من تواجدهم، فيتناثرون هنا وهناك بفوضى ومناظر مزعجة خاصةً ما أن يغادروا المكان حيث يصبح كأنه الخراب بعينه.
بطاقة رابعة : ما زلنا لا نميّز بين الأرض الخاصة بالدولة والتي يمكن التنزّه والجلوس فيها، وبين الأراضي الخاصة بمواطنين، طبعاً لا ذنب للزائر في ذلك، كونه لا يعلم عن ملكية الموقع، ولأن الدولة لم تخصص مواقع مخدومة ومحددة لغايات التنزّه.
إن عدم توفر مرافق وتسهيلات في مواقع الرحلات وخاصةً مرافق قضاء الحاجة والنظافة وتوفير سلاّت للنفايات وغيرها، هي من جملة أسباب ما يحدث من كوارث بيئية وحرائق وتلوّث بصري وسمعي وأخلاقي.
إن الحرائق المفتعلة وغير المفتعلة في مناطق الرحلات والتنزّه، قد صارت بمثابة خبراً عادياً لا بل ومتوقعاً، وهذا يعود إلى جملة عوامل نحددها فيما يأتي :
- عدم تخصيص مناطق ومواقع محددة في كل المحافظات تكون خاصة بالتنزّه والرحلات، وبالتالي منع التنزّه على جوانب الطرق أو في المواقع بشكل عشوائي فوضوي.
- عدم توفير خدمات وتسهيلات ومرافق تساعد المتنزهين في عدم تلويث البيئة بمخلفاتهم المتنوعة.
- عدم توفير تجهيزات الدفاع المدني بالقرب من مواقع التنزّه العامة.
- عدم الممانعة في حفلات الشواء العشوائية مكاناً وزماناً.
- عدم التوجيه واستغلال وسائل الإعلام في إيصال رسائل توعية حازمة للزائرين وكيفية تنفيذ رحلتهم بتحضر وأمان.
- عدم توفير لوحات إرشادية توجيهية ملزمة تؤكد على حسن الاستخدام للمواقع العامة وكيفية التعامل معها.
- عدم توفير أماكن خاصة للشواء يمكن استخدامها ومنع أية عملية شواء خارج ذلك.
- عدم تحميل كلفة الحرائق على من تسبب بها إهمالاً أو عن قصد، وهذا جعل الزوّار غير مبالين كثيراً.
وللحديث تتمة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير