ميسر السردية تكتب : رصد حارة

قبل سويعة الإفطار يحوس معظمنا في المطابخ والشرفات نحضر ماتيسر من رزق الله.
هذا المساء لفتني صراخ طفل، هرعت انظر خشية على اولاد جارتي من كلب ضال خاصة وأننا نقطن على كتف منطقة حرجية.
تبين لي أن رجلا يضرب طفله بالحذاء وهو قابضا على كيس اعتقد به أشياء من الدكان ، قد يكون عمره بحدود الخمس سنوات في الشارع، تجمهر كل أطفال الحارة يتفرجون على المشهد وهو يتلوى، المسافة بعيدة تحول دون قدرتي على الفزعة له.. الأب يردد : قلت لك ممنوع تطلع من الدار والطفل يرد خلص ما عاد بطلع….
من حق أي اب تأديب ولده، ولكن ليس بالضرب في الحارة حيث أنها مكان يعني الطفل فيها كل شخص يراه، فضلا عن كسرته أمام أقرانه من الصغار…. كان بالإمكان التفاهم داخل بيته بطريقة لينه.. لا أدري لماذا خطر ببالي أن الدخان وراء هذه العصبية المفرطة والمحرجة والموجعة لهذا الصغير.