ميسر السردية تكتب : دولة الخزر اليهودية

أدرك الخزر دقة موقعهم بين قوتين عظيمتين:الأمبراطورية الرومانية الشرقية المسيحية من جهة، والأمبراطورية العربية الأسلامية من جهة أخرى، فكانوا هم بمثابة القوة الثالثة في عصرهم، وحرصا على حماية دولتهم من ضغط المسيحية والإسلام فقد رأى "الخاقان" الذي حكمهم في منتصف القرن الثامن الميلادي اعتناق الديانة اليهودية هو وحاشيته وشعبه، ويلاحظ أنه حتى قبل تحول الخزر إلى اليهودية كانت بلادهم المأوى الطبيعي لهجرات اليهود التي وفدت إليها هربا من اضطهاد الحكام البيزنطيين، بل كانت أشبه بوطن قومي لليهود.
وفي دراسته التاريخية لدولة الخزر يقول الباحث والروائي آرثر كوستلر أن تلك الدولة ظهرت منذ القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي حيث امتدت حدودها وقتئذ من البحر الأسود إلى بحر قزوين ومن القوقاز إلى الفولجا وكانت عاصمتها "اتل" تقع على نهر الفولجا.

*عن كتاب القبيلة الثالثة عشر ويهود اليوم لآرثر كوستلر