يا دولة الرئيس .. عن كميل والموكب والمنسف
نشأت الحلبي -
بعد التحية دولة الرئيس ..
فنحن نعلم بأنك لم تُستورد من الخارج، بل أنت ابن بلد، وابن عشيرة محترمة ومقدرة، ولكن التخاطب معك ليس من هذا القبيل، بل من قبيل أنك المسؤول الأول في الحكومة الآن، وصاحب الولاية العامة، والقرار ..
ومن هنا، فاسمح لي دولتك أن أهمس في أذنك، ولكن على طريقة الهمس "على الملأ"، عن بعض مما يدور في الشارع، فلربما لم يصلك، وإن وصلك، فلربما لم يكن كاملاً، وإن وصلك كاملاً، فلربما في التذكير "نصيحة" ..
دولة الرئيس ..
مما يتداول الآن هو قصة القضية المرفوعة من قبلكم على المواطن الأردني "كميل الزعبي"، وبغض النظر عن رأيي، وعن رأي غيري، بما كتبه كميل، وبغض النظر عن الرأي حول وصول القصة الى القضاء خصوصاً وأن هناك من يرى بأن هذا يرسخ فكرة دولة القانون وأن رئيس الوزراء شخصيا لجأ الى القضاء دون الانتقام من هذا المواطن، وفيما يرى آخرون بأنه كان من باب أولى أن لا يلتفت الرئيس الى ذلك الأمر خصوصاً مع "الهبة" التي غيرت شكل وطريقة تخاطب الناس مع السلطات في كل العالم مع "عزوة" السوشال ميديا، فإن معظم الصالونات السياسية منها والشعبية، تتوقع بأن تتراجعون عن هذه القضية وبأن تسجلوا موقفاً سياسياً يُحسب لكم ويسجل في التاريخ، وهذه أول نصيحة أقدمها لكم وهي قادمة من نبض الشارع أكثر مما هي مني ..
أما النصيحة الأخرى، فمنبتها الأساس تلك الصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لذلك المنسف "المهيب" الذي دُعيتم إليه مؤخراً، فهالمس كله كان يصب في جملة واحدة : لو كنت مكان الرئيس لما "ضربت" المنسف وطلبت بأن يوزع على الفقراء في بلدي ..
لربما فات الأوان الآن، لكن، وإن تمت العزيمة على منسف آخر، فلربما من النصيحة بمكان أن يكون "الضرب" في مكانه، مع التأكيد بأن من حقك أن تعزم وتنعزم، ولكن هي نصيحة لرئيس حكومة ..
الموكب، وما أدراك ما الموكب يا دولة الرئيس، فكاميرات الهواتف "الذكية" باتت في كل مكان ولا تحتاج الى "باج" ليُعرّف المصور على نفسه، وهنا أنصحك دولتك بأن تخفف عدد السيارات التي ترافقك الى المناسبات الاجتماعية، وحتى الرسمية لأن كل هذه المظاهر توضع في دائرة الترف الحكومي فيما الكثيرون من أبناء البلد يعانون الفقر وويلات البطالة والجوع ..
وأضف الى ذلك يا دولة الرئيس أن الناس، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، باتوا يقارنون بين موكبك وبين مواكب نظرائك في دولٍ أخرى أكثر منا موارداً وأغنى، هذا فوق أننا بلد الأمن والأمان ولا يحتاج أي مسؤول الى حراسات ومواكب خصوصاً دولة الرئيس كما هو مفترض ..
لن أطيل عليك يا دولة الرئيس لأذهب الى قضايا أبعد و"نحفر" أكثر، لكنها قضايا ثلاث خطر في بالي أن أكتب عنها وأنا أراقب المشهد وما يجري، وما يُكتب، وما يدور، وأما باقي ما تبقى، فلربما يحتاج "كتب" وليس مجرد مقال عابر ..
دولة الرئيس ..
أرجو أن لا تكون كلماتي ثقيلة عليك، فصديقك من صدقك ..
دمت بود