"نبأ الأردن" .. مرّت سنة
نشأت الحلبي -
مرت سنة على انطلاق موقع نبأ الأردن الإخباري ..
الولادة كانت عسيرة جداً، وبكل ما تعني الكلمة من معنى ..
تلك كانت أيام كورونا .. حظر، ومنع تجوال، وشوارع خالية، وبيوت ملأى بالأحداث ..
المساجد حزينة بلا أهلها، والكنائس ساكنة بلا أجراس تُقرع ..
كنت أخرج في أيام الحظر الشامل وأتجول في عمان، ثم أتوجه الى أكثر من مدينة، الزرقاء، مادبا، وأحيانا الشمال وبعض الجنوب مما تمكنت من الوصول إليها "بلا ونيس"، فالبُعد المكاني ليس هو المانع، لكنه البُعد النفسي، فلا ونيس لي يرافقني، ولا "أزمة سير" تمنحني فرصة سماع زامور لشخص ما يذكرني أن أترك "الموبايل" وأمشي بعد أن أصبحت الإشارة خضراء ..
لم أكتفِ بصفحتي على الفيسبوك لأبقى على تواصل مع الوطن من خلال مهنتي "الصحافة" ..
شيئ ما يتصارع في داخلي، فبعد كل تلك السنوات من العمل في بلاط صاحبة الجلالة، لا يمكن أبداً أن تهدأ تلك "الجينات" أو تستكين بمجرد "بوست" ..
قررت أن أخوض عالم الاستثمار في الصحافة بعد أن عملت فيها لمدة 26 عاماً كموظفٍ، لكن "صحفي" ..
توكلت على الله، ومن رحم المعاناة و"الحظر"، وُلد موقع نبأ الأردن الإخباري ..
منحتني هيئة الإعلام فرصة أن أعمل من المنزل بسبب "الجائحة"، فكان المنزل مكتبي ..
الكمبيوتر أمامي، وأتنقل بهاتفي بين معلومة ومعلومة، وتصريح وآخر ..
من بدايات الصباح الباكر أُفارق فراشي، وأجول على كل أخبار الدنيا، لكنني أعرف ما أريد، وما يريده الناس بحكم 26 عاماً من التواصل معهم، بداية من الورق، وانتهاءً بالإعلام الجديد، والموبايل ..
كانت كورونا الشغل الشاغل لكل الدنيا ..
خضت معركة الصحافة مع "الفيروس" ..
فكانت تلك بداية عودتي الى حضن صاحبة الجلالة، وفي الأردن، بلدي، الذي اخترت أن أتشرف بحمل اسمه كموقع إخباري ..
كابدت، وما زلت، حتى لا نرتمي في حضن المسؤول من باب "المصالح"، ولا نرتمي في حضن "الشعبوية" على طريقة "الجمهور عايز كده"، من باب آخر ..
بين الصحافة والموقف "شعرة" لربما لا يفرق بينها كثيرون، لكن أهل المهنة يعرفونها تماماً، وهنا تكمن "الحقيقة" ..
فيما مضى كانت أرقام التوزيع هي "المقياس" في حجم وصولك الى الناس، أما الآن، فقد اختلفت كل المقاييس وأصبحتَ تُقارعْ أرقام "جوجل"، و"الترافيك" وعدد اللايكات ..
لكل "عملٍ" أسراره، لكنني رفضت السر الأكبر في "شراء اللايكات" والمتابعين الوهميين منهم، والحقيقيين ..
"الصدق" ما تُغالبه دائماً في ظل الإغراءات حتى تبقى راضياً عن نفسك، وعن ما تقدم للناس ..
المعركة الأشرس كانت معركة "الإعلان" والعقود وعالم "البزنس" الذي لا حياة لك بدونه، ومع مرور السنة، تعلمنا، وما زلنا نتعلم، ففي الزحام تكون المعركة أشرس، لكن الأخلاق في النهاية هي السلاح الوحيد والأوحد ..
لسنا في المدينة الفاضلة، لكن المبدأ، والثبات عليه .. فضيلة ..
مرت سنة من عُمر موقع نبأ الأردن الإخباري، وما زلنا نصر على أن لا نُغير سلاح "البقاء"، وفي مقدمتها "سلاح الصدق" والرضا عن النفس ..
مرت سنة وما زلنا نكابد هموم الصحافة، والهدف "مرصود"، وهو المعلومة الحقيقية وقول كلمة الحق، والصحافة الجادة المتزنة ..
ليكن الله في عوننا على قول الحقيقة والنطق في الحق، ما "ثبتنا الله" الى ذلك سبيلا ..