بلال حسن التل يكتب: ليلة غياب الانضباط الاردني... تعلموا من الملك

{title}
نبأ الأردن -
ماجرى مساء يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء، يؤكد ان هناك قوى إقليمية ودولية مصرة على جر الاردن الى الحرب، والمس بسيادته الوطنية، من خلال استخدام اجوائه دون التنسيق معه، اوابلاغة بذلك، بل والإصرار على استخدمها دون غيرها، رغم انه بالإمكان استخدام اجواء اخرى اقصر مسافة وحليفة لإيران، فلماذا الاصرار على استخدام الأجواء الاردنية؟، ودون مبالاة بأرواح الاردنيين وممتلكاتهم، وامكانية تعرضهما للخطر، وهو ما حدث ليلة امس الأربعاء، حيث اصيب اردنيون بجراح، واصيبت ممتلكات اردنيين باضرارٍِ.

وحتى لايفهم احدا مانقوله فهما خاطئا، فإننا نؤكد على ان الاردنيين مع خيار امتهم في تحرير أرضها ومقدساتها، شرط ان يكونوا شركاء في اتخاذ قرار الحرب من عدمه، وكذلك توقيته.

لقدضحى الاردنيون ومازالوا وسيظلون على إستعداد للتضحية في سبيل أمتهم وتحقيق أهدافها، وسيظل خيارهم الانحياز الى خيار امتهم في تحرير أرضها، بدليل مظاهر وممارسات الفرح التي مارسوها ليلة الأربعاء، وهم يتابعون مرور الصواريخ عبر اجواء بلدهم لتتساقط فوق فلسطين المحتله.لكن المؤسف في صورة الفرح التي مارسها البعض في بلدنا، انها تدل على غياب الوعي، في التعامل مع مصادرالخطر، فما بالك بمخاطر الحرب وصواريخها؟

لقد كان الاصل ان يلتزم الاردنيون بتوجيهات القوات المسلحة الاردنيّة، والامن العام لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، حتى اذا مازال الخطر عبر الفرحون عن فرحهم.

ان عدم التزام نسبة ليست قليلة من الاردنيين بتوجيهات المؤسسات الرسمية، يدل على ان هذة النسبة فقدت صفة الإلتزام والانضباط التي يمتاز بها الاردنيون، والتي طالما ساهمت في ايصال بلدنا الى شاطئ الأمان، وقللت من خسائره في الازمات.
 
كما ان غياب صفة الإلتزام والانضباط، قد يكون مدخلا ليؤتى ببلدنا من حيث لايحتسب، وهو غياب تتحمل مسؤوليته اجهزة التوجيه والتنشىة ، فلطالما حذرنا من ترك الرأي العام الاردني نهبا للاخرين، في ظل الاضعاف الممنهج لاجهزتنا الإعلامية والثقافية والتربوية، وبالتالي غياب السردية الاردنية المتماسكة، التي يلتف حولها الاردنيون بالتزام و انضباط غبا ليلة امس الأربعاء.في دليل جديد وشديد الوضح على على سرقة الرأي العام الاردني، الذي صارت توجهه جهات غير اردنية.

ان غباب سلوك الإلتزام والانضباط ثغرة كبرى لا تدل على غياب الوعي فقط، بل وفقدان الثقة، مما يحتم علينا سرعة العمل الجاد لردم هذه الثغرة حماية للاردن والاردنيين، خاصة في حالات الخطر.
وهنا يثور مرة اخرى السؤال الذي طالما طرحناه على صفحات جريدة الرأي :وهو ماذا لو فرضت علينا الحرب؟ وتصرف اردنيون بلا وعي، وبدون التزام وانضباط؟،

ولماذا لا يرتفع اداء مؤسساتنا في بناء جبهتنا الداخلية وتقويتها، الى مستوى الأداء المتميز لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في بناء جبهتنا الخارجية؟ ولماذا لا تتعلم اجهزة التنشئة والتوجيه من قدرة جلالته على اقناع الرأي العام العالمي، لتقوم هذه الأجهزة بتمتين جبهتنا الداخلية، واستعادة الرأي العام الأردني، واستعادة صفة الإلتزام والانضباط لمن فقدها منا؟.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير