سامية المراشدة تكتب: قايد الدبكة

{title}
نبأ الأردن -
قد يأخذكم العنوان الى الفلكلور الشعبي الذي يتميز بها مجتمعنا من فنون و"من باب الدلالة على المشاركة بأحتفال أو "العرس" أو ليصبح كمصطلح حديث للشهرة " ترند " على مستوى الحارة أو المنطقة بل " الدائرة الانتخابية" ،لكن صدقاً لم أجد أقرب للمشهد الذي نحن فيه الآن إلا قايد الدبكة الذي يختار أن يكون على خط الدبكة ويلوح بيده المنديل أو المسبحة .

لماذا قايد الدبكة بالذات ؟ يشتهر قايد الدبكة "دبيك صاحب أهداف يضرب العصفورين بحجر واحد تعلم ذلك من أحد مشاهد من مسلسل مرايا يقلد الممثل ياسر العظمة " بالرجل الطموح الواثق بنفسه الذي قرر تعلم فنون الدبكة من ترشحه الأول في مجلس النيابي كمحاولة بأن يصبح اجتماعياً و يشارك كل المناسبات ،وعلى مرار دورات الانتخابية ومجلس النيابي التي شهدتها الاردن كلها يتكرر المشهد بنفس الشخصية ونفس الأسلوب وبنفس الدبكة "هل يعقل ذلك ؟" نائب لم يتكلم بمجلس النواب من اربع سنوات أو أبدى رأي أو وجه للحكومات اي سؤال او طالب بزيادة الرواتب أو طالب بحل مشكلات الشباب يقوم بالعودة ليدبك معنا ؟؟ " ،لكن عاد كالعادة من باب الخجل "واجبه الشخصي يذكره أنه "قايد دبيك " بخطوته الثابتة كما يعرف عنه ويحاول التفنن بها ليتقنها أكثر "يعتقد بأن ذلك يجذب الناخبين اليه " ليستمر على مدار الدورات الإنتخابية ليحصل على مقعده ،وتمضي الانتخابات كالعادة ومع تقادم الايام والسنوات وتمر القرارات ويغضب الشارع ويسأل المواطن اين النواب؟ "أين الدبيك "؟ ويصاب المواطن بالخذلان من إرتفاع الأسعار وفواتير الكهرباء والمياه وإرتفاع المشتقات النفطية والضرائب وتدني الرواتب ،وتقطع الاتصالات بقايد الدبكة فجأة "رقم المطلوب مغلق حالياً أو خارج الخدمة " حينما يتخرج الإبن وحينما تحتاج إلى خدمة،وقتها يُسأل عنه يقال شفناه من يوم عرس فلاني قبل سنوات حينما كان "قايد الدبكة" ، ليعاد مشاهدة المشهد من قبل الأهالي "العرس القديم " ليتذكروه يا لروعته و بداعته أنه كان فنان دبيك بارع يتزاحم الجميع على "المسك بيده "بل يصر على دعوة الجماهير بالمشاركة بالعرس، و كم كان حريص على إظهار نفسه بكل الصور ومقاطع الفيديو من قبل المصور " ليكون ترند الحفلة " ويعتبرها دعاية انتخابية مجانية يراها الجميع عبر الصفحات التواصل الاجتماعي.

هذا الواقع وما يحصل هذه الأيام ،هل بالفعل ما نبحث عنه هو دبيك ؟ ام شخصية جديدة تحرص على كسب فئات الشبابية ليشاركهم همومهم ويحاول حل مشاكلهم وما يحتاجه الوطن من تصويب القرارات والقوانين؟، له نظرة مختلفة عن السابقين من النواب لكسب الأصوات من خلال الإقناع بقدرته وقوة شخصيته بالتغيير الإيجابي في مجلس النواب ،هل نريد دبيك يعلمنا الدبكة ام يعلمنا كيف من خلاله نستغل حماسه لنذهب لصندوق الإقتراع ونشارك معه بعرس وطني وكلنا تفاؤل،و بأن هذه المره مختلفة عن سابقاتها من مجلس نيابي مميز يناسب الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن أهمها اقتصادياً وسياسياً ، وقتها سيقل "الدبيكة "وهذا ما نحتاجه في مجلس النواب .


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير