عاكف الجلاد يكتب:الديمقراطية في اختبار الانتخابات النيابية
نبأ الأردن -
"البلد أنا وأنت وليس يا أنا يا أنت"
أتمنى من كل قلبي أن أرى هذا الشعار الجميل كشعار للحملات الإنتخابية في قادم الأيام ، وأتمنى أكثر وأكثر أن يكون شعاراً دائماً كنهج حياة وليس لفترة مؤقتة وينتهي .
أوقن بأن جميع المرشحين نخبة طيبة من نشامى ونشميات هذا البلد الطيب ، سواء كانوا محليين أو ممثلين عن أحزاب ، وجميعهم بمسافة واحدة ، ولن يقرّب مرشح عن آخر سوى فكره ووطنيته وبرنامجه الذي يجب أن يكون قابلاً للتنفيذ وليس فقط شعارات مبتذلة عفا عليها الزمن ، وأن يعالج أهم القضايا من فقر وبطالة وتعليم وصحة .
ستجري الإنتخابات النيابية قريباً إن شاء الله ، شاء من شاء وأبى من أبى ، وسيكون لها دور كبير في تعزيز الديمقراطية في الأردن ، وسيمارس الشعب حقه في انتخاب نوّاباً عنه في البرلمان ، وسيكون للمشاركة الإيجابية ضرورة وطنية وشخصية ، وفرصة للتغيير وانتخاب الأفضل .
لكن للأسف الشديد وقريباً سنشاهد حرباً ضروساً بين المتنافسين ، وستحتدم خلالها الخطابات النارية ، وسنسمع مصطلحات فجّة ومقيتة سيكررها بعض المرشحين ومناصريهم "كالمعركة الإنتخابية"و"الحرب الإنتخابية"و "النصر والهزيمة"، وغيرها الكثير ، وكأننا في حالة حرب لا سمح الله ، وكل ذلك مرفوض جملة وتفصيلا .
وكأنهم نسوا أو تناسوا أننا جميعاً أبناء هذه الأرض ومقبلون على عرس وطني ديمقراطي فيه الفوز والربح للكل ، وتناسوا أننا بحاجة إلى اللُحمة الوطنية ورص الصفوف أكثر من أي وقت مضى ، وتناسوا الحرب الصهيونية على غزة وفلسطين والأوضاع المشتعلة في معظم دول الإقليم ، وتناسوا أن هناك عدواً حقيراً يتربص بنا ، ومقابل ذلك علينا ألّا ننسى أنه لا خير ولا مروءة في من يعتقد للحظة أنه انتصر على أبناء وطنه في معركة .
أما نحن كشعب فنريد النائب الواعي والأمين والكفؤ ، صاحب الفكر والخطط والأهداف الواضحة والتي تؤهله لتقبّل الجميع ، وأن يعمل بعدالة دون تحيز لعشيرة أو منطقة ، وأن يكون هاجسه خدمة الوطن والمواطن بكل أمانة ، وليس البحث عن منصب أو منفعة زائلة ، وهذا الذي سيتم إنتخابه دون النظر لصورته أو اسم عشيرته .
وواجب علينا جميعاً أن نثبت أننا ناضجون فكرياً لتقبل الديمقراطيّة وأن نعمل على إنجاحها في هذا الإختبار ، وأن نبتعد عن المال الأسود وبيع الذمم وشراء الأصوات ، وأن نحب الخير لوطننا وقائدنا وشعبنا حفظهم الله .
ولنتذكر جميعاً أن الإنتخابات يوم والوطن سيبقى دوم ، وكل انتخابات والأردن بألف خير .

























