د. رافع شفيق البطاينة يكتب: غزة توقظ ضمير شعوب العالم ،،،

{title}
نبأ الأردن -
حقيقة ما تشهده دول العالم من مظاهرات ومسيرات ضخمة تجوب  الشوارع والطرقات أسبوعياً ، واعتصامات في المطارات ومواقف القطارات وغيرها من أنواع الاحتجاجات التي تشهدها مدن العالم ، وخصوصا العالم الغربي، تؤشر على أن الحرب على غزة وما يرتكب من مجازر وحشية قد أيقظت الضمير الشعبي العالمي، فقد توحدت جميع شعوب العالم باستثناء معظم الشعوب العربية التي ما زالت غائبة عن الحدث ، إذا ما استثنينا الشعب الأردني الذي ما زال فاعلا وعلى مدار الساعة منذ السابع من أكتوبر ولغاية الآن لم يفارق الشارع في ممارسة الاحتجاجات وجمع وتقديم المساعدات وإيصالها إلى أهلنا في غزة الصمود ، في مواجهة العدوان الإسرائيلي العسكري والمعيشي من حرمان شعب عزة من الماء والغذاء والكهرباء والدواء وأبسط حقوق الإنسان الأساسية ، واللجوء إلى حرب التجويع بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق النزوح ومدن غزة، لولا فطنة الملك عبدالله الثاني وجرأته المعهودة باللجوء إلى استخدام وسيلة إنزال المساعدات عبر المظلات بواسطة الطيران العسكري ، وهذه الفكرة الذكية التي لاقت قبولا واستحسانا لدى كافة دول العالم، فبدأت دول العالم تتهافت وتتسابق على تقليد هذا الأسلوب في إيصال المساعدات إلى الأشقاء في غزة ، ومن خلال التنسيق والتعاون مع قواتنا المسلحة الباسلة ، نشامى سلاح الجو الملكي الأردني ، لقد استطاعت غزة من خلال صمود شعبها من تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وعلى حصارها الإقتصادي الذي تتعرض له منذ عقود، كما أن إسرائيل قد خسرت الكثير من مؤييديها من دول العالم سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي ، وبدأ العالم يتعاطف لا بل ويؤيد ويكتشف حقيقة مطالب الشعب الفلسطيني الشرعية في الحصول على الحرية والاستقلال، وأن إسرائيل دولة عدوانية محتلة ، ولذلك فقد تغير المسار السياسي العالمي تجاه إسرائيل ، وبدأ يميل نحو تأييد الشعب الفلسطيني في مطالبه المشروعة ، وهذا يسجل لحماس التي تمكنت من تنفيذ عملية طوافان الأقصى في السابع من أكتوبر ، على الرغم من الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها شعب غزة، وكذلك الخسائر المادية والاقتصادية من دمار شامل للبنية التحتية ، ومن مساكن وطرقات ومستشفيات ومدارس وجامعات وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية ، فالحرية والاستقلال له ثمنه الباهظ ، فكل الدول التي تحررت من الإستعمار والاحتلال دفعت مسبقا هذه الأثمان ، وختاماً نسأل الله الصبر والنصر والتحرير للشعب الفلسطيني قاطبة سواء في قطاع غزة ، أو في الضفة الغربية ، وللحديث بقية.
تابعوا نبأ الأردن على