الحلم المغربي أمام الديوك الفرنسية.. من ينتصر؟
نبأ الأردن-تواصل السلطات المغربية بمختلف مدن البلاد، استعداداتها لاستقبال حشود المشجعين التي ستتابع مباراة المغرب وفرنسا، في الشوارع والساحات العامة.
وثبتت السلطات المحلية شاشات عملاقة بأبرز ساحات وشوارع المدن الكبرى، لتمكين المغاربة من متابعة أهم مباراة يخوضها فريقهم الوطني في تاريخه، عندما يلاقي المنتخب الفرنسي في نصف نهائي كأس العالم بقطر.
وشرع مسؤولو عدد من الأقاليم والجهات بالمغرب، منذ أيام في البحث عن شاشات عرض كبرى تثبيتها في فضاءات عمومية، لتسهيل المتابعة الجماهيرية للمباراة الحاسمة التي تجرى مساء الأربعاء، بحسب موقع هسبريس المحلي.
وبحسب المصدر ذاته، كثف مسؤولون محليون استعداداتهم لتنظيم هذا "العرس الكروي"، من خلال التعاقد مع الشركات المختصة في مجال كراء الأجهزة وتنشيط الحفلات لتمكينهم من شاشات عملاقة لبث المباريات.
ووجهت السلطات تعليمات من أجل توفير العناصر الأمنية والقوات المساعدة ورجال السلطة المحلية، للسهر على مرور أجواء متابعة المباراة في ظروف جيدة وتفادي خروج بعض المشجعين عن دائرة التشجيع السلمي، بحسب المصدر ذاته.
وبفرنسا، أعلن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، الثلاثاء، نشر 10 آلاف شرطي في أنحاء فرنسا، بينهم 5 آلاف في باريس، استعدادا لمباراة فرنسا والمغرب.
وأضاف دارمانين، أن جادة الشانزليزيه، لن تكون مغلقة أمام حركة المرور، رغم طلب من رئيس بلدية الدائرة. لكن الوزير أشار إلى أن جزءا كبيرا من بوابات الطريق الدائري المحيط بباريس، سيغلق اعتبارا من الساعة 6.30 مساء الثلاثاء، بالإضافة إلى العديد من محطات القطار ومترو الأنفاق.
وشهد تقدم المغرب في نهائيات كأس العالم احتفالات صاخبة من قبل أنصاره في المدن التي تضم أعدادا كبيرة من المهاجرين المغاربة في جميع أنحاء العالم، ومنها العاصمة الفرنسية، باريس.
وأثار فوز المغرب على بلجيكا في دور المجموعات أعمال شغب في بروكسل، وأظهرت لقطات مصورة مشجعين يشعلون ألعابا نارية ويلقون بقطع أثاث وأشياء أخرى في وسط ميلانو.
وأعلنت الشرطة الإيطالية، قبل أيام، أنها اعتقلت 13 ناشطا من اليمين المتطرف في فيرونا، بتهمة الاعتداء على مشجعين مغاربة كانوا يحتفلون بالتأهل التاريخي لمنتخب بلادهم لدور الثمانية بكأس العالم لكرة القدم، بعد فوزهم على إسبانيا.
مواجهة حاسمة
ويواجه "أسود الأطلس"، مساء اليوم الأربعاء، المنتخب الفرنسي، برسم نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، بعد أن خلقوا مفاجأة كبرى، بعد تصدر المجموعة الأولى التي ضمت كل من بلجيكا وكندا وكرواتيا، والفوز على إسبانيا في ثمن النهائي ورفاق كريستيانو رونالدو في الربع.
يحتاج المغرب إلى زئير أسوده من أجل مواصلة قصته الخيالية في مونديال قطر، عندما يلاقي فرنسا حاملة اللقب المدججة بالنجوم، الأربعاء على استاد البيت بمدينة الخور، في أول نصف نهائي في التاريخ يخوضه بلد إفريقي أو عربي.
ويعيش "أسود الأطلس" حلما جر إليه الأفارقة والعرب وكل دولة غير واثقة بنفسها في مقارعة الكبار، وبحال تخطيه بطلة 1998 و2018، سيضرب موعدا في نهائي الأحد مع أرجنتين "البرغوث" ليونيل ميسي المتأهلة الثلاثاء، بسهولة على حساب كرواتيا 3-0.
واستهل المغرب البطولة بمؤشر إيجابي عندما تعادل سلبا مع كرواتيا وصيفة النسخة الماضية، ومذذاك الوقت حقق انتصارات لم يكن يحلم بها لاعبوه أو أبناء البلد الواقع على مشارف القارة الأوروبية.
وهزم المنتخب المغربي بلجيكا ثالثة مونديال 2018 بهدفين لصفر، ثم كندا بهدفين لهدف، ثم إسبانيا القوية بركلات الترجيح في ثمن النهائي، وصولا إلى البرتغال المرشحة للمنافسة بهدف دون مقابل.
"أداء تصاعدي للزرق"
لكن خصم هذه المرة مختلف، فالمنتخب الفرنسي بدوره يقدم أداء تصاعديا يجعله مرشحا طبيعيا لتخطي المغرب في أول مواجهة رسمية بينهما في بطولة كبرى.
ونادرا ما احتفظ بطل بلقبه بعد أربع سنوات، آخرهم برازيل بيليه في 1962، لكن فرنسا مع مدربها المحنك ديدييه ديشان، عرفت كيف تتخطى كل المطبات وصولا إلى نصف النهائي.
ويصعب تخيل أن منتخبا جردته الإصابات لاعبين من طراز المهاجم كريم بنزيمة، أفضل لاعب في العالم، ولاعبي الوسط نغولو كانتي وبول بوغبا، الظهير لوكا هرنانديز، المهاجم كريستوفر نكونكو، المدافع بريسنيل كيمبيمبي والحارس مايك مينيان، لا يبدو متأثرا البتة ويحقق الانتصار تلو الآخر.
وضمن المنتخب الفرنسي تأهله إلى الدور الثاني، بعد فوزين على أستراليا 4-1 والدنمارك 2-1 قبل أن يخسر باحتياطييه أمام تونس بهدف.
وفي الأدوار الاقصائية كان حازما بفوز سهل على بولندا 3-1، قبل تخطيه أصعب استحقاق أمام جيرانه الأقوياء الإنكليز 2-1.
ومرة أخرى، يبدو كيليان مبابي العنصر الأخطر في تشكيلة "الزرق" مع خمسة أهداف في صدارة ترتيب الهدافين بالتساوي مع ميسي، وخلفهما المهاجم أوليفييه جيرو هاوي تسجيل الأهداف من وضعيات صعبة وأحيانا مستحيلة، فيما يحوم شك حول مشاركة المدافع دايو أوباميكانو ولاعب الوسط أدريان رابيو للإصابة.
لكن "الحلم المغربي" قادر على تغيير معادلات كثيرة، ومنها المخطط الفرنسي، بحال توافرت عوامل النجاح لدى لاعبي المدرب وليد الركراكي الذي زرع برؤوس لاعبيه ذهنية الفوز وعدم مواجهة "عمالقة" اللعبة بدونية.
وقال ابن ضاحية كوربي-إيسون الباريسية، المولود في فرنسا التي يعرفها الكثير من لاعبيه "إذا وضعنا في ذهننا أن مشاركتنا ناجحة ببلوغ نصف النهائي ونفرح، فلن نواصل مشوارنا. نحن بين أفضل أربع منتخبات في العالم، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وستكون لدينا الكلمة غدا من أجل بلوغ المباراة النهائية".
"البحث عن الحل"
في المقابل، بدا ديشان الساعي للتويج مرة ثالثة بكأس العالم بعد 1998 كلاعب و2018 كمدرب، هادئا قبل مواجهة منتخب غير اعتيادي، تؤهله معنوياته التي وصلت إلى الغيوم، لمقارعة أي خصم ولو كان يضم أمثال مبابي وجيرو وأنطوان غريزمان وعثمان ديمبيليه وغيرهم… "سوف نجد حلا. لكن هذا المنتخب (المغربي) لديه القدرة على الدفاع بشكل جيد للغاية".
دفاع لم يهتز سوى مرة يتيمة في خمس مباريات، وجاء بهدف عكسي لنايف أكرد في المباراة ضد كندا.
وللمفارقة، قد يغيب أكرد عن نصف النهائي نظرا لاصابة أبعدته عن ربع نهائي البرتغال وعن تمارين الثلاثاء، التي عاد إليها الظهير نصير مزراوي وقائد الدفاع رومان سايس.
إصابات بدلا من أن توقع المغاربة بالمحظور، فتحت باب تألق البدلاء على مصراعيه، على غرار جواد الياميق ويحيى عطية الله.
ويعول المغرب على "اللاعب الثاني عشر" الذي قد يلعب دورا رئيسا في مشوار بلوغه النهائي: كانت أمواج الجماهير الحمراء الداعمة له الأكثر صخبا في البطولة مع جماهير الأرجنتين، نظرا للجالية الكبرى الداعمة له في قطر، فضلاً عن بدء طلائع 30 رحلة بين الدار البيضاء والدوحة لدعم حكيم زياش وأشرف حكيمي ويوسف النصيري بطل هدف الفوز على البرتغال.
وتخوف حارس فرنسا لوريس، من "جماهير معادية في ملعب يتسع لنحو سبعين ألف متفرج"، فيما تستعد الشرطة الفرنسية لأعمال شغب قد ترافق المباراة في مختلف المدن، لكن هذه المباراة "التي تغص بالرموز"، بحسب صحيفة لا بروفانس، يجب "أن تبقى مباراة كرة قدم، حتى لو كانت مرتبطة بالتاريخ، وفيها الكثير من الشغف"، وفق ديشان.