سمير عبدالصمد يكتب..إربد العاصمة العربية للثقافة

تابعنا من خلال الشاشة الصغيرة بثًا مباشرًا لاحتفالية (إربد العاصمة العربية للثقافة 2022)
بداية كان الحفل مميزًا بتنوعه الثقافي، وبُعده الوطني، محتفظًا بخصوصية البيئة الأردنية الغنية في شمال المملكة بشكل راقٍ. وكانت جهود القائمين عليه ظاهرة وملموسة، من خلال التنوع في الفقرات، والحرص على أن يعكس صورة الأردن البهية.
كانت المتعة حاضرة، والجمال طاغيًا، بداية من ذكاء مقدمَي فقرات الحفل اللذين كانا على درجة عالية من الوعي بالمسؤولية بتقديمهما المكتوب والمرتجل، ومرورًا بالدبكات التراثية والرقصات الشعبية التي شاركت فيها نخبة من شبابنا وشاباتنا في حركات متقنة منسقة، ترافقها الموسيقى الإيقاعية المعبرة عن الجمال والقوة والرقة معًا. كما أبدع الفنانان اللذان قدما أغاني تراثية تقليدية بمنتهى الاحترافية، مقرونة بجمال الصوت وحسن الأداء، والإحساس بمسؤولية الظهور المباشر أمام جماهير (على المستوى الرسمي والشعبي) عاشقة للوطن، متمسكة بثوابته الوطنية والقومية. لكن تمنيت لو تضمنت هذه الفقرة أغنية أو أكثر تخص هذه المناسبة العظيمة، علمًا أن لدينا كثيرًا من الشعراء المتميزين الذين جسدوا حب الوطن، ومناسباته الخالدة وقيادته الهاشمية بشعرهم وإبداعهم.
وفي نهاية الحفل شاركت الفنانة القديرة (سلوى العاص) بحضورها الفني وتاريخها الغنائي الذي تألق لأكثر من ستة عقود متغنية بالوطن وأمجاده العظيمة.
ولي، هنا ملاحظة مُحبٍ مقدّرٍ لرحلة هذه الفنانة الطويلة، فالصوت كالجسد يهرم ويخفت صداه، ويخبو ألقه مع مرور الزمن، يجب أن تظل صورة الفنانة (سلوى العاص) كما كانت دائما قوية متألقة، فهكذا عهدناها دائمًا، وهكذا ستبقى ساطعة في قلوبنا.
كما أنني كنت أنتظر مشاركة فنانات صاعدات، ليأخذن فرصتهن في الظهور والتألق في مثل هذه المناسبة الرائعة. علينا أن نفكر بصناعة النجوم فهم خير سفراء للوطن، يحملون فنه وتراثه وثقافته وفكره، ويعكسون صورته العربية الهاشمية المشرقة.
هذه ملاحظة غيور على وطنه وثقافته، عاشق لصورته النقية الرائعة، التي ستظل كذلك، دائمًا وأبدًا بفضل جهود المخلصين من أبنائه وبناته.
وشكرًا للجميع على ما قدموه وما بذلوه.