بشير المومني يكتب: الوقور وفزعة النشامى
حدثني أحد الاصدقاء عن قصة طريفة حصلت معه في أحد الأيام حيث كان يقود سيارته في أحد شوارع العاصمة برفقة قريب له فشاهد رجلا وقورا ملتحيا صاحب هندام انيق يقوم بدفع سيارة معطلة وتبدو عليه المعاناة والتعب فأشفقوا عليه وقرروا مساعدته فنزلوا من سيارتهم وقاموا بمعاونة الرجل بكل ما لديهم من قوة واخذوا بدفع المركبة معه لايصالها لمكان يصلح ( لتعشيق المركبة ) وتشغيل المحرك ..
اثناء اعطاء الرجل الملتحي الوقور تعليمات ومحاولات تعشيق محرك المركبة كان يحث الشباب على الدفع لكي تصل المركبة لسرعة مبدل الغيار الثاني وهو يجلس في كرسي قيادة المركبة ويطلق عبارات تشجيعية ( حيهم النشامى .. عفية الشباب .. الله يقويكم .. بميزان حسناتكم .. الخ ) وكلما زادت قوة العبارات الحماسية كانت تزداد معها قوة الدفع وترتفع معها اصوات تشغيل المحرك فيطلق الرجل صيحة ( الله اكبر .. ) ليعود المحرك فينطفيء .. وهكذا دواليك
يقول لي صديقي بأنه وقريبه قد أصابهما التعب والانهاك حد الاعياء ولم يعد في بدنهم قوة اكثر للدفع فذهب الرجل لاقرب محل قهوة واشترى لهما عصير وبسكوت وماء وربت على اكتافهما وقام بتشجيعهما مرة اخرى لمعاودة المحاولة لعل وعسى ان تشتغل المركبة ويدعو الله ان يعمل المحرك كونه قال لهما بأنه لا يملك نقود لشراء بطارية جديدة وفي كل محاولة لايقاف سيارة لوضع اشتراك كهرباء لم تكن السيارات الاخرى تملك كيبلا لهذه الغاية ..
دقائق معدودة وعادت الهمة للشباب ودبت فينا الروح المعنوية كما يروي صديقي فعاودا الكرة والدز والدفع والنتع .. الخ لعل وعسى ان تعمل المركبة والشيخ الجليل يحثهما من خلف مقود المركبة وفجأة حاصرتهم مركبتين للأمن العام فلاذ الرجل بالفرار وليترجل خلفه رجال الامن في محاولة لالقاء القبض عليه والشباب خلف السيارة مشدوهين من هول الصدمة ليكتشف صديقي ورفيقه بأن السيارة مسروقة ولحسن حظهما ان رجال الأمن قد اعادا اللص مكبلا ليتكشف لرجال الامن خلال تحقيق وتدقيق ميداني انهما ضحية الفزعة والمروءة وليتحول المشهد الى كوميدي يثير ضحك رجال الامن وسط ذهول الضحيتين ..
هذه القصة حقيقية وليست من وحي الخيال لكن بتصرف وقد اثارت ما اثارت من اسقاطات واقعية فكثير من كهنة السياسة وقادة الشارع ومركبة الفعاليات السياسية يزعمون ما هو بخلاف الواقع ويزيفون الحقيقة ويستعملون ادوات الغير ويسرقون جهد الغير ويتاجرون بما ليس لهم ويستخدمون النشامى لتحقيق مآربهم لكنهم اخطر من لصوص المركبات لانهم يريدون اختطاف الوطن .. هم ليسوا اقل لصوصية من بعض مسؤولينا لا بل اسوأ .. هم يسرقون احلام الشباب .. اسأل الله ان لا يدور لهم محرك ولا علاج لهم سوى رجال الامن ..

























