هاشم المجالي يكتب..الخيار ما بين المال الأسود والكفاءة والنزاهة .

……………
عندما وصلتني هذه الرسالة من أردنية تشرح لي حالتها الإجتماعية والمالية والنفسية ، جلست أفكر طويلا ونحن في أجواء الإنتخابات البلدية واللامركزية ، وماذا سيكون حالها مع ارتفاع الأسعار والبطالة وزيادة فرص الكآبة والإنتحار عند حلول موعد الانتخابات النيابية القادمة .

لنقرأ هذه الرسالة مع بعض التعديلات على بعض التفصيلات الشخصية لكاتبتها ؛
(مساء الخير هاشم بيك انا اختك ام ##### زوجة ##### داخله على الله ثم عليك بتقديم المساعدة من أهل الخير والفزعه أقسم بالله العظيم من هون لأخر الشهر صاحب البيت بدو يطلعنا من البيت مكسور علينا ٤ شهور ميه وكهربا ١٥٠ دينار والله حق رغيف خبز مافي وهاي رمضان على الابواب وكل عام وانت بخير .

اخوي ابو عمر بعد بكره عملية جوزي بإيده زراعة بلاتين وصفائح بكتفه اليمين بمستشفى حمزه وانا داخله على الله ثم عليك ،
كما أن هناك أحد الأشخاص اتصل معي وهو في حاجة لخدمة مني ، فسألته عن صوته في منطقته لمن سيعطيه فأجابني بالجواب التالي : سوف أصوت لمن سيدفع العشرين دينار ، فقلت له مستهجنا : لماذا تبيع نفسك !! فأجابني بأن الناجحين لن يكونوا قادرين على ترقيع شارع أو إنارته، وان العشرون دينار إذا أعطيت لثلاثة أشخاص من أسرته فإنها سوف تحدث عليه وعلى أسرته أثرا إيجابيا في هذه الظروف السيئة من ارتفاع الأسعار وزيادة في الضرائب مقارنة مع الآثار التي ستنتج من نجاح المرشحين حسب معيار النزاهة والكفاءة والذين لم ولن يملكون القدرة على تعيين موظف أو إنارة شارع أو حتى ترقيع حفرة بشارع .

جلست أفكر في هاتين الحالتين وهما حالات عامة لحوالي 80% من الشعب الأردني ، وقلت لنفسي متسائلا عن معيار الكفاءة والنزاهة في المرشحين والتي ما عادت تسد حاجات الناس في هذا الزمن الصعب ، وتساءلت عن دور المال الأسود فيما إذا كان قد يسد حاجات الناس ويقضي بعضا من حوائجهم.

وهنا أترك الجواب للقارئ الكريم على السؤال التالي :
هل نلوم المواطن الأردني على تفضيله لخيار المال الأسود على معيار الكفاءة والنزاهة بإعطاء صوته ؟!
وهل ستؤثر الظروف المادية السيئة على المواطن الغير قادر على تلبية حاجاته الأساسية من كهرباء ومياه وسكن ودواء وغذاء ، على اختياره للمرشحين وهو متأكد بأن تفضيله لمعيار النزاهة والكفاءة لن يحدث له أي ايجابيات ولن يسد حاجاتهم الأساسية !! في حين أن المال الأسود الذي يدفعه المرشحون الذين يملكون المال للناخبين قد يسد مؤقتا بعضا من حاجاتهم ؟!