بشير المومني يكتب: كل التشلاب احسن من طوقه !
قبل اكثر من مئة عام كان غزو القبائل الأردنية بعضها على بعض نمط حياة يأكل القوي الغازي فيها الضعيف أو ضحية فجأة الغزو وكانت العائلات الصغيرة تلتف حول العشائر الكبيرة لحماية نفسها والدخول في جوار القوي وذمته ليحظوا بالحماية مقابل الخدمة حتى تشكل ما يسمى في يومنا هذا بٱسم ( اللفايف ) وفي مشهد بائس يحاكي قصص ما قبل الاسلام تفاخرت العشائر بغزواتها ونهبها وسفك الدماء في نزاع على السلطة والنفوذ والثروات مثل أي مجتمع بشري بغض النظر عن وسائل ذلك وتطورها وقيل على جنبات الدم الشرق اردني الشعر ونسجت اهازيج الحب والحرب ..
على هامش المشهد اعلاه كانت هنالك مجموعة من العرب تحاول حماية نفسها من الغزوات الخاطفة واعتمدت في نظام الانذار المبكر او منع التسلل الليلي على كلبة اسموها ( طوقة ) وبعد ان ترعرعت طوقة في كنف العرب وحظيت بما لا يحظى به غيرها من عز ودلال وطعام لحم لا يجده الفقير في تلك الايام جاءت لحظة الحقيقة وتعرض القوم للغزو على حين غرة إلا أن طوقة لم تنبههم ولم تنبح على الغريب بل التفت على نفسها مذعورة ووضعت رأسها تحت قدميها وزادت على ذلك بأن لثمت وجهها بذيلها فنهب المال والحلال وسبيت النساء واخذ الاطفال عبيدا فقال سيد القوم مقالة وهو يسمع نباح الكلاب في الصحراء ( كل التشلاب احسن طوقة ) وقد ذهبت مثلا ..
المثل اليوم يقال ويستخدم عندما يخذلك من رعيته وبنيته وأقمت أوده وبنيت لحم اكتافه من خيرك وعند الحاجة إليه يدير ظهره أو اسوأ من ذلك بأن يغدر بك ويسيء إليك ويعين العدو عليك رغم كل ما قدمته له وفضلته على غيره .. هنالك استخدام نادر آخر يقال عندما تأمل الخير من شخص فلا يجيبك عند الحاجة إليه فيلبيك من لا تأمل خيره او لا تتوقع منه فزعة لبعده عنك .. لا أدري لماذا تذكرت هذا المثل وأنا أشاهد في هذه الايام ما يتعرض له الملك وتتعرض له الدولة الاردنية من مؤامرات واستهداف .. لعله سلوك دولته او اجتماعات معاليه او بيانات الباشا او مقال من اتخمت ارصدته بالمال السحت او حتى صمت من لا يجوز صمته .. وقد كانوا من قبل في عز وجاه واجتباء مثل طوقة لكن في لحظة الحقيقة .. كل التشلاب احسن من طوقة .. الاوطان لا يدافع عنها طوقة واشباهها .. يدافع عنها رجال .. لا يُصنعون بالامتيازات والالقاب والمال .. بل هم صنيعة الشرف ..

























