ميسر السردية تكتب : تلهاية الكركعة
كانت جدتي رحمها الله تحتال علي في صغري بحيلة الكركعة"السلحفاة" حيث تطلب مني في فصل الربيع مراقبة كركعة في الحوش لمعرفة العشبة التي ستقضمها والحصول عليها، فإذا حصلت على تلك العشبة سأكون بطلة، لأنها ستضعها في الطاسة، وبقدرة قادر ستفيض طاستنا بالزبدة.
كنت أقضي معظم الوقت لابدة اراقب دون فائدة، فكلما أخرجت الكركعة عنقها تحس بحركتي فتعود وتكن بدون حراك وبدون قضم العشب.
كانت جدتي تهدف إلى إلهائي، فمن جهة تبعدني عن مجلسها إن كانت في قعدة نسائية خاصة، وبذلك لا اسمع مناقشاتهن ولن انقل حكي مثلا قد يحدث فتنة في حارتنا، ومن جهة أخرى تحول دون إرتكابي لجنحة تخريبية في البيت، وفي ذات الوقت أظل تحت نظرها من بعيد لبعيد دون أن أشعر بذلك.
عموما مبدأ الإشتغال بالكركعة سياسية مفيدة، في يلعب الحظ فيها دوره أحيانا وخاصة مابين الشعوب والحكومات والأنظمة، فها نحن نلتهي من كركعة إلى أخرى ومن حكاية لحكاية.. حتى قد نصل مع م حلة إنشغالنا عن جملة قضايانا الموقوفة واحتياجاتنا الملفوفة لمرحلة قضم العشبة شخصيا… ومن شو تشتكي الخبيزة والهندباء…يارب كثير علينا ما نلتهي به محليا وخارجيا … ؟!!!

























