هاشم المجالي يكتب : يوم عطلة واحد للأجهزة الأمنية
في بعض الدول الأوروبية التي زرناها سابقا ، كنا نفتقد لوجود دوريات الشرطة أو المظاهر الشرطية والأمنية في الأماكن العامة .
بوابة قوس النصر في شارع الشانزليزية بباريس تعتبر كأنها دوار يدخل إليها ويخرج أكثر من 24 شارع ، لم نكن نشاهد شرطي مرور أو دورية سير تقوم بتنظيم المرور ، وهذا أيضا ينعكس على الأحياء السكنية ، فمرتبات الشرطة في هذه الدول تستطيع أن تأخذ يوم اجازة أو أكثر حتى من يوم واحد .
ولكم أن تتخيلوا لو أن الأمن العام الأردني والأجهزة الأمنية قررت أن تعطل ليوم واحد بحيث تختفي شرطة المرور من الشوارع أو تغلق أبواب المراكز الأمنية أمام المشتكين ، أو يختفوا أجهزة البحث الجنائي والمخدرات والأمن الوقائي ليوم واحد فقط كعطلة لهم .
وأرجوا من القارئ الكريم أن يتخيل معظم شوارع العاصمة عمان وأحيائها صارت بدون تواجد أمني ، فهل سيحترم السواقين للتكاسي والباصات قواعد المرور على دوار المدينة الرياضية التي لها قواعد خاصة بالدواوير ومع ذلك فإنه تم وضع إشارات ضوئية على الدوار ثم تم تعزيزهم بمراقبين من المرور لكي يلتزم المواطن الأردني بقواعد المرور والذي يعلم أن هذا الدوار مغطى بالكاميرات التي ترصد التجاوزات المرورية وتخالف السواقين عليها ، وهناك بعض المواطنين الذي أيضا لا يلتزمون بالاشارات الضوئية وأولويات المرور حتى مع وجود الكاميرات ورقباء المرور ويرتكبون حوادث تؤدي إلى خسارتهم لحياتهم .
ولنلقي نظرة أخرى ونتخيل سلوك اصحابين الاسبقيات الجرمية الذين سيكون هذا اليوم عيدا لهم إن اختفى التواجد الشرطي أو المظاهر الأمنية .
إخواني أكاد أجزم بأن المشاجرات في الشوارع نتيجة عدم الإلتزام بقواعد المرور سوف تشغل كل مشافي المملكة وستكون الخسائر عظيمة بالأرواح والممتلكات ، كذلك فإن الزعران واصحابين الاتاوات والأسبقيات سوف يحتلون المنازل والمتاجر وستكون الخسائر المادية بالملايين .
ولهذا فإنني أقول حكمة يجب أن ندركها ، ألا وهي ::
قد نتحمل أخطاء وتجاوزات بعض رجال الأجهزة الأمنية في تعاملاتهم ولكننا لا يمكننا ولا بأي حال من الأحوال أن نتحمل غيابهم عن حياتنا ولو ليوم واحد فقط .
حمى الله الوطن وشعبه وقيادتة الهاشمية والأجهزة الأمنية والعسكرية.
الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي

























