عمر النادي يكتب : كييف بين مطرقة بوتين وسنديانة الأطلسي ..
هل ما يفعله بوتين في المسألة الاوكرانية سيقود الى الانزلاق لحرب لا يعلم احد مدى الخراب الذي ستخلفه على الكرة الارضية؟
روسيا ترى ان تقارب اوكرانيا للاطلسي يشكل تهديداً لأمنها،وترى ان هذا التهديد يمنحها الحق في اتخاذ اي إجراء من شأنه حماية أمنها من اطماع الأطلسي حتى لو اتخذت الحماية طرق مكلفة او خلفت ورائها ويلات،ومع هذا ابقت الباب مورباً لكيبف وللاطلسي للقبول بضمانات حددتها موسكو .
موسكو ترى ان تاريخ اوكرانيا لا ينفصل عن تاريخها لذا عززت موقفها بالطلبات التي حددتها وقدمتها لكييف وللاوروبيين والامريكان ، واوضحت أن الحرب ستكون الرد في حال الرفض، في الوقت نفسه تحدثت عن ان هناك أفق في المفاوضات الجارية يتحدث امكانية ايجاد ارضية تسمح بتجنب المواجهة العسكرية يقي الجميع ويلاتها فيما لو اقتنعت موسكو بان الاطراف الاخرى قدمت ضمانات ورأت انها كفيلة بحماية أمنها وان هذه الضمانات ستحترم من الناتو والاوروبيون والامريكان .
روسيا تفعل الان ما تفعله لشعورها ان الوقت قد حان لاعادة الامور مع اوكرانيا الى نصابها بعد سنوات من الصمت قد خلت ،وتعزي روسيا ذلك الصمت الى ان الظروف الاقتصادية والمشكلات الداخلية وحربها مع الشيشان واستقرار الدولة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي لم يكن يسمح لها بوضع ملف اوكرانيا على جدول اعمال الدولة .
وقد يكون التقارب الاوكراني الاميركي والاوروبي قد عجل قليلاً في البدء في عملية تثبيت معادلات الهندسة الأمنية المتعلقة بالمنطقة عامة وبروسيا خاصة،مع ايمان روسيا المطلق بان اوكرانيا تحديداً تشكل الجزء الأهم والمهم في هذه المعادلة الهندسية الأمنية وانه لا مجال امام الروس لخسارة اوكرانيا التي من الممكن ان تشكل خسارتها خسارة اكبر للفضاء الروسي الذي يقاتل بوتين العالم لأجله .
وترى موسكو انه ولاول مرة ومنذ عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفياتي،توضع مسألة هندسة الأمن الاوروبي الروسي على طاولة المفاوضات،وقالها بوتين غير مرة ان ما جرى آنذاك فرض على روسيا يقصد عام التفكك،والان فكل شيء قد تغير واوكرانيا بالنسبة لنا لها خصوصية وتحظى باهتمام كل الروس.
ولعل ما تقوم به روسيا من تحركات على الحدود مع اوكرانيا والمناوشات الكلامية ومن حين لآخر يوضح مدى الرغبة عند روسيا بوضع حد لما تعتبره تهديدات لهذا الفضاء الأمني الروسي ،وبالمقابل ترى امريكا وحلفائها الداعمون لأوكرانيا ان فقد اوكرانيا هو فقد لخنجر مهم ومقلق للروس ممكن ان يستخدموه وقتما شاؤا ان تطلبت مصالحهم ذلك لذا اعتبروا ان اوكرانيا ايضا لهم تشكل خطاً احمر والمساس بها يتوجب فعل مضاد من قبلهم لحمايتها ،ويرون ان لا خق لروسيا ان تقف أمام قرارات وخيارات اوكرانيا التي من حقها ان تختار تحالفاتها بناء على مصالحها هي وليس روسيا .
الآن وفي خضم كل هذا التوهان والتجاذبات والتهديدات التي قد تؤدي الى الانزلاق في حرب لا يدرك اثرها تجد قيادات اوروبية واميركية تسعى بطرق دبلوماسية لتجنب هذا الانزلاق نحو الحرب والخروج بأقل الخسائر مما يجري او سيجري عبر اقناع روسيا بالاكتفاء بالضمانات التي قدمتها اوكرانيا وتضمنها اوروبا وامريكا ،ويبقى الأمر مرتبط بقناعة موسكو بان هذه الضمانات تفي بحماية الفضاء الروسي وتحقق أمنه .

























