د.خيرو العرقان يكتب : حتى لا يتأذّى الاقتصاد
في الوقت الذي باتت فيه كل "أسوار" فيروس كورونا تنهار في العالم، فإننا، ومع كل أسف، ما زلنا في الأردن نرزح تحت ضغط الفيروس رغم كل قرارات وبلاغات وأوامر الدفاع التي كان الهدف منها، على ما هو مفترض، الحد من انتشار الفيروس أولا، والحفاظ على الاقتصاد ثانياً.
في الآونة الأخيرة، وتحديداً على مدى نحو أسبوعين من الآن، لاحظنا ازدياد عدد الإصابات بشكل لافت لدرجة أننا سجلنا اصابات يومية تخطت العشرين ألف إصابة، وفي الوقت عينه، فإننا لم نشهد دخولات كبيرة الى المستشفيات، وهذا، حسب رأي المختصين، فإنه يعود الى أن المتحور الجديد من كورونا، وهو "أوميكرون"، ليس بتلك الخطورة التي كان يمثلها من هو قبله من المتحورات مثل "دلتا"، فالمتحور "أوميكرون" لا يتعدى كونه "رشحة بسيطة" لا تستدعي تلك الاحترازات التي كانت في السابق.
من المعلوم، وكما هو ملاحظ، فإن كل المسؤولين الصحيين منهم والاقتصاديين، يؤكدون بأنه لا عودة إطلاقاً الى تلك القرارات الصعبة مثل الإغلاقات التي أتت بكل رياحها السلبية على اقتصاد يعاني، بل ومنهك أساساً، ولكن، ورغم تلك التأكيدات، إلا أننا بدأنا نلمس الانعكاس السلبي على العديد من المرافق تمثل أهمها بتغيبات لموظفين في دوائر حكومية مهمة مما عطّل مصالح الناس وأضر في شرايين الاقتصاد.
وغير ذلك، فحتى القطاع الخاص لحقه ما لحقه جراء ذلك، فقد سُجّلت على سبيل المثال تغيبات لكثير من العاملين ببعض القطاعات بحجة الإصابة، أو لربما للوقاية من الإصابة، وفي حين لا يوجد بدائل لمن يتغيب، فإن هذا يلحق الضرر بتلك القطاعات، وباتت هذه القطاعات تئن، وبصمت، تحت ضغط إشاعة الأجواء السلبية لتضخم أعداد الإصابات بالفيروس.
في المحصلة، ومن تتبعنا لما يجري في العالم، الذي نحن لسنا بمعزلٍ عنه، فإنه لا بد من أن نسير في ركب ما يجري، وأن نعمل على التخفيف على القطاعات الإقتصادية، وليس زيادة الضغوط عليها، وأن نضبط المشهد في كل المؤسسات حتى لا تكون هناك حالة "انفلات" بحجة الفيروس، وبالتالي نعود الى المربع الأول في معاناة الاقتصاد.
على الحكومة أن تنتبه جيداً، وقبل أن يفوت الفوت، بأن كثرة التصريحات التي لا تكن مدروسة، قد بأتي بعواقب سلبية لا تُحمد عقباها على الاقتصاد، فلسنا بتاتاً مع ما يضر الصحة، لكن من المهم أيضاً أن نكون شفافين أكثر مع الناس، وأن لا ننعزل في التعاطي مع تطورات الجائحة عن باقي العالم، والعالم يقول الآن إننا على وشك النهاية، وكما قلنا سابقاً، فإن العالم بدأ يتحرر من تداعيات كورونا ومن إجراءاتها المضرة بالعجلة الاقتصادية، وعليه فإننا يجب أن نكون أكثر جرأةً في اتخاذ القرارات الإيجابية بعيدا عن الخوف والارتجاف غير المبرر.
د.خيرو العرقان - رئيس غرفة تجارة المفرق

























