أول عملية ناجحة لفصل توأم سيامي ملتصق في المستشفى التخصصي - صورة
نبأ الأردن- سجل المستشفى التخصصي انجازاً طبياً جديداً على مستوى المملكة، فقد نجح فريق طبي متخصص في المستشفى بإجراء أول عملية جراحية ناجحة في الأردن بفصل توأم سيامي ملتصق Conjoined Twins، وذلك ضمن عمليةٍ نادرة ومعقدة أجريت على يد فريق ضم خمسة وعشرين من خيرة الأطباء الاستشاريين والفنيين.
وأفاد رئيس الفريق الطبي استشاري طب الأطفال ومدير عام المستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في المستشفى الأحد، أن الطفلين أحمد ومحمد كانا قد ولدا في دولة عربية شقيقة في ظاهرة طبية نادرة، اذ أنهما متلاصقان في منطقة الصدر والبطن ويتشاركان بالكبد والقفص الصدري والحجاب الحاجز وغشاء القلب، وكان فصل الطفلين ضرورةً طبية ملحة.
وأوضح الحموري ان نجاح هذه العملية تطلب سلسلة من التحضيرات اللوجستية لتسهيل وصولهم الى الأردن عبر عملية اخلاء طبي معقدة، وتم تشكيل فريق متعدد الاختصاصات من استشاريين وكوادر تمريضية وفنية حيث تم وضع خطة متكاملة للإعداد المسبق للعملية الجراحية من حيث اجراء الفحوصات المخبرية والصور الشعاعية الدقيقة لتقييم الوضع الصحي العام لهما وتحديد الأعضاء المشتركة بين التوأمين ووضع تصور عن الطريقة المثلى لفصل هذه الأعضاء مع الحفاظ على حياة كلا الطفلين، اذ بدأت سلسلة من الإجراءات الطبية التي سبقت العملية ومنها معالجة بعض الاختلالات المرضية لديهما والعمل على زيادة الوزن من خلال التغذية المكثفة للوصول الى الوزن المثالي لإجراء العملية وهذه المرحلة التحضيرية استمرت لمدة خمسة أشهر قبل العملية.
وأضاف الحموري، أنه كان متفائلا بما ستؤول له عملية الفصل منذ البداية نظرا لتوفر الكوادر الطبية والتمريضية من ذوي الخبرة العالية والإمكانيات المتوفرة في المستشفى من معدات وأجهزة طبية متقدمة. وقد خضع التوأم للعملية في الثالث من تموز 2021، اذ تم توزيع الفريق الطبي الى مجموعتين بعد عملية الفصل وقد استغرقت العملية ثمان ساعات.
وحول تفاصيل عملية الفصل الجراحي بيّن الحموري أن المراحلَ الخطرةِ أثناءَ الفصل تمت بأفضلِ ما يكون، حيثُ تم استخدامُ التقنيات الحديثةِ والأجهزةِ المتطورة أثناء العملية سواءً بإجراءات الفصل أو القطع أو الزراعة، الأمر الذي عملَ على تجنبِ النزفِ الكثير، وأسهمَ في تسريعِ عمليةِ التئامِ الجروح وبناءِ الجلد، بالإضافةِ إلى الإغلاقِ التجميلي عالي الدقة، وأن نجاح العملية يعود بلا شك إلى الجهود المضنية التي بذلها الفريق الطبي وتكلّلت ولله الحمد بالنجاح.
وأوضح الحموري أن العناية بالتوأم فيما بعد العملية في قسم العناية الحثيثة من قبل فريق طبي متعدد الاختصاصات والتي استمرت لمدة ثلاثة أشهر وأن الطفلين أحمد ومحمد يتمتعان الآن بصحة جيدة ويتم التجهيز لعودتهما سالمين الى بلدهم برفقة والديهم متمنين لهم حياة واعدة بإذن الله.
وأضاف أن تبني المستشفى التخصصي والفريق الطبي لهذه الحالة الإنسانية مادياً ساهم في تحقيق ذلك الحلم والذي قام بتغطية ما نسبته 50% من التكلفة الإجمالية بالإضافة إلى الدعم الذي قدّمته عدّة جهات خيرية وإنسانية.
وقدم الحموري الشكر والتقدير للفريق الطبي ولكل من ساهم في إنقاذ حياة الطفلين معرباً عن سعادته بهذا الإنجاز الذي اعتبره إنجازاً يسجّل للقطاع الصحي في المملكة بشكل عام ممثلاً بوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية وللمستشفيات الخاصة بشكل خاص وهو ما ينسجم مع توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للحفاظ على تميز الخدمات الطبية المقدمة في المملكة والسمعة الطيبة التي اكتسبها الأردن ليبقى الوجهة الأولى للسياحة العلاجية في الإقليم.
الجدير بالذكر أن المستشفى التخصصي يمتلك خبرات وإنجازات تمتد لثلاثة عقود في إجراء العمليات المعقدة والنادرة على مستوى الأردن والإقليم مكّنته من النجاح في اجراء هذه العملية المعقدة وغيرها من العمليات الكبرى، كما وأن المستشفى التخصصي أول مستشفى خاص في الأردن معتمد كمستشفى صديق للطفل من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF ومجلس اعتماد المؤسسات الصحية HCAC كما أنه حائز على اعتمادات وجوائز عربية وعالمية عدّة أهّلته بأن يحظى بثقة المرضى الأردنيين والعرب والأجانب وجعلته من الوجهات الهامة للسياحة العلاجية في المملكة.