بعد الرفع التاريخي للمحروقات.. الطاقة النيابية: الحكومة تبحث عن الحل السهل
نبأ الأردن - استهجن رئيس لجنة الطاقة النيابية زيد العتوم في بيان صادر عنه ليل السبت الاحد، قيام الحكومة برفع أسعار المحروقات لهذا الشهر والأشهر السابقة.
وقال العتوم في بيان ، إن معادلة تسعير المشتقات البترولية تتكون من شقين أساسين، الأول يتعلق بتكاليف شراء المشتقات البترولية والثاني يتعلق بالضريبة الثابتة المفروضة على لتر المشتقات البترولية. أما التكاليف فهي في ارتفاع وانخفاض مستمر والسعر العالمي ينعكس بطبيعة الحال على السعر المحلي، أما الضريبة فهي عالية وتحصل الحكومة منها سنويا ما يراوح مبلغ مليار و٢٥٠ مليون دينار. ويتم استخدام هذه الضرائب مضافا إليها الضرائب من التبغ والكحول والسيارات وغيرها لتغطية رواتب القطاع العام. وهنا تقول الحكومة، إذا لم يتم تحصيل هذه الضرائب فمن أين سنأتي بالرواتب؟ وهذا مفهوم كذلك.
وتابع “لكن ما لا يقبله العقل والمنطق هو أن التسعيرة المذكورة لا تراعي الطبقات المسحوقة في المجتمع، ولا تراعي وجود جيش من العاطلين عن العمل، ولا تراعي ارتفاع التكاليف على الطبقات الفقيرة و متوسطة الدخل والقطاعات الاقتصادية. أسلوب الحكومة الوحيد بتحصيل الإيرادات هو الأسلوب الذي لا يتطلب منها أي جهد أو مبادرة. فهي تحصل ضريبة مباشرة دون النظر إلى وضع الإقتصاد ككل وهذا الأمر لا يحتاج لا لتفكير عميق ولا ريادة، فهو الحل السهل على الحكومة والصعب على المواطن. فالحكومة لا توفر بديل نقل محترم ومقبول وكفؤ لمن لا يستطيع دفع ثمن البنزين أو لمن لا يمتلك سيارة، فلو قامت بذلك مثلا فإنه يمكنها الاحتجاج حينها بأن الذي يريد ترفيه نفسه بامتلاك سيارة فعليه أن يدفع ضريبة، ولكن واقع الحال أن النقل مترد ومتخلف ولا يفي بالغرض ولا بد للمواطن أن يمتلك سيارة أو يسعى لذلك ويبدأ حينها المواطن بتوريط نفسه في قروض منهكة وفوائد بنكية عالية دون أن يكون له في الكثير من الأحيان مورد دخل. وتبدأ دائرة المديونية بالدوران تتبعها قضايا محاكم وحبس مدين ودمار اسرة وتجهيل أطفال وجريمة وما يتبعها.”
وقال العتوم “الحكومات المتعاقبة لم تفعل ما يذكر لتنشيط قطاعات اقتصادية يمكن أن تعالج جزء من البطالة وتخفف التكلفة على المواطن وتحسن من نوعية حياته. فإذا قامت بالتركيز على قطاعات كالنقل على سبيل المثال فإن ذلك سيخفف على المواطن”.
وتساءل العتوم: “ماذا لو تم التخفيف عن المواطن بتسريع وتحفيز امتلاك السيارات الكهربائية، ألن يكون هذا جزء من الحل؟ لكن الواقع مغاير ومعاكس لذلك، فالحكومة تفرض ضرائب إضافية وتضع معيقات أمام أي فكرة من الممكن أن تعطل تحصيل ضريبة المشتقات النفطية. فالسيارات الكهربائية هي ليست من مصلحة الحكومة. فعندها لن تقوم بتحصيل بدل ضريبة المشتقات النفطية”.
وختم العتوم بيانه، “لكي نجد حلولا منطقية تخفف من معاناة المواطن وتأخذ بعين الاعتبار ضعف موارد الحكومة فلا بد من تفكير ريادي يبدأ بإعادة هيكلة منظومة النقل وكهربة الاقتصاد. ولكن ولكي أكون صريحا، وحتى لو لم يعجب الحكومة كلامي، فللأسف لا الحكومة قادرة على التفكير بريادة ولا يتم تمكين من يمتلك الريادة بالمضي قدما. وتبقى حكومات بيروقراطية وظيفتها تسيير أعمال. لذلك المشكلة لا تتعلق برفع الأسعار لهذا الشهر فقط، وانما تتعلق بمنظومة متكاملة من البيروقراطية وضعف الريادة”.