د. يوسف عبيدالله خريسات يكتب:السخرية في الرأي العام مؤشر على هشاشة الأداء الحكومي
نبأ الأردن -
بقلم دكتور يوسف عبيدالله خريسات
لا يمكن تجاهل السخرية في الرأي العام فهي تعكس مستوى الوعي الوطني وحجم الثقة في المؤسسات وفاعلية المسؤولين. أحيانًا كثيرة تكون السخرية جرس إنذار على هشاشة الأداء.
الأردن يواجه تحديات كبيرة تتطلب من المسؤولين أعلى درجات الحضور والالتزام والشفافية. خلال الأزمات مثل الأضرار التي خلفتها المنخفضات الجوية الأخيرة، تتضح صورة الإدارة الحقيقية.
حين يرى المواطن أن بعض المسؤولين أقل متابعة واهتمامًا، وأن هناك من يراقب الواقع عن كثب، كما حصل في المقارنات الساخرة بين السفير الأمريكي والمسؤول الأردني، تصبح السخرية أكثر ابعد من المزاح. فهي أداة ضغط قد يصعب السيطرة عليها.
السخرية تحذير ضمني يفيد بأن الثقة مهتزة وأن الأداء الرسمي بحاجة لإعادة تقييم. فالفراغ في متابعة الأحداث أو إدارة الأزمات يترك مساحة للشك والاستياء وقد تتحول هذه السخرية إلى أزمة تهدد الاستقرار وربما الأمن الوطني.
الجهد المطلوب من المسؤول الأردني ليس الظهور الإعلامي فقط، وإنما التواجد في التفاصيل الدقيقة و اليومية والصدق في الأداء والفاعلية في إدارة الأزمات. والمسؤول الذي يلتزم بذلك يثبت مصداقيته أما من يتجاهل السخرية فقد يضع نفسه أمام خطر فقدان الثقة وتزايد الضغط الشعبي.
المسؤول الذكي الذي يتعامل مع السخرية بجدية ويستجيب لمتطلبات الرأي العام يمكنه تحويلها إلى فرصة لتصحيح الأداء وتحسينه.فالعمل الجاد والشفافية والمثابرة كلها أدوات لحماية الرأي العام وضمان عدم تحوله إلى تهديد للأمن الوطني.
المسؤول الأردني الذي يفهم هذه الحقيقة ويعمل وفقها يضمن استقرار مؤسسات الدولة، ويكسب ثقة الشعب ويبني قاعدة قوية لحماية الوطن في أوقات الأزمات.
فالانتباه إلى السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي مؤشر على وجهة نظر في الراي العام وغالبا ما تكون ناقدة للأداء وناقلة للافكار العميقة بقالب دعابي وساخر.

























