الأستاذ الدكتور عاهد المشاقبة يكتب :الضربة الأمريكية الإسرائيلية والخيارات الصعبة

نبأ الأردن -
الضربة الأمريكية الإسرائيلية والخيارات الصعبة..
استهدف الولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة مواقع نووية مهمة: فوردو، نطنز، وأصفهان، باستخدام قنابل ضخمة من طراز "بنكر بوستر” بواسطة قاذفات B-2، مما يمثل أول تدخل عسكري أمريكي مباشر ضد إيران .
أعلن الرئيس ترامب نجاح العملية ودعا "للسلام"، بينما تهدد إيران بردّ "قاسٍ”، مشيرة إلى أنها ستواصل أنشطتها النووية .
الخيارات أمام إيران وما يحيط بها
1. تصعيد عسكري مباشر
الرد الصاروخي على إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة وارد، إلا أن ضعف الدفاعات الجوية وخطر التصعيد الشامل يحدّان من هذه الخطوة، خاصة بعد أن استهدفت الضربات دفاعات نظام (S‑300) للإيرانيين .
خيار الرد من خلال وكلاء مثل حزب الله في لبنان أو حركات في غزة وقلق محتمل من اندلاع حرب إقليمية شاملة .
2. ردّ رمزي أو محدود
إيران قد تختار تحدّث إعلامي شديد ضد إسرائيل والولايات المتحدة، بينما تختار التهدئة عمليًا، حفاظًا على قدرات الرد من جهة وعلى المواقع النووية من جهة أخرى .
هذه الاستراتيجية تسمح بتجنّب إظهار الضعف الشديد، وتحاكي ضربات إسرائيل المحدودة السابقة التي وصلت إلى قلب الدفاعات الإيرانية .
3. التوجه نحو المفاوضات والدبلوماسية
إصلاحيون مثل الرئيس بيزشكيان يشيرون إلى رغبة إعادة إحياء صفقة نووية مقابل رفع العقوبات، ما يمكن أن يوفر مخرجًا بعيدًا عن الحرب .
رغم رفض مجلس صيانة الدستور للصفقة الأميركية الأخيرة التي تمنح حقًا محدودًا لتخصيب اليورانيوم، إلا أن هذا الخيار ما يزال مطروحًا .
4. تعزيز القدرات العسكرية والردع
إيران تعمل على تعزيز دفاعاتها الجوية حول المنشآت النووية ونفذت مناورات واطلاق صواريخ جديدة مثل "قاسم بصير" لتعزيز رادعها .
كما واصلت طلب المواد من الصين لصناعة الصواريخ، ما يعني استعدادًا لرد بعيد المدى .
المعضلة الإيرانية: الطرْد بين إثبات القوة والحد من الخسائر
لو شنّت هجومًا قويًا: قد تُضعِف نفسها أكثر، وتفرض عليها ضربات مضادة قاسية، كما فعلت إسرائيل في الضربات الأخيرة.
لو هدأت وصمتت عمليًا: يخاطر النظام بفقدان مصداقية أمام حلفائه وأمام الداخل المنتفض ضد الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
لو توجّهت نحو المفاوضات: قد يحدث تراجع داخلي، لكن مع ترك فرصة للخروج من الأزمة بدبلوماسية، فيما الخيار العسكري خطير ومكلف.
السيناريوهات المتوقعة
السيناريو إمكانية التطبيق إيجابيات سلبيات
ردّ محدود ورمزي عالي يحافظ على القدرة الردعية ويخفف التصعيد قد يُنظر إليه على أنه ضعف
تصعيد عسكري شامل منخفض–متوسط يرضي بعض القوميين وقد يردع الخصم خسائر كبيرة وتصعيد قد يؤدي لحرب إقليمية
توجه دبلوماسي متوسط–مرتفع فرصة لكسر الحلقة والعقوبات رفض داخلي من المتشددين والمجلس الأعلى للمراقبة.
الخلاصة
إيران اليوم أمام مفترق طرق: تريد أن تردّ دفاعًا عن صورتها، لكنها تعلم أن التصعيد العسكري الشامل يحمل مخاطر كبيرة، لا سيما وقد أظهرت الضربات الأخيرة ضعف دفاعاتها وقدرتها على الرد. لذلك الخيار الأكثر منطقية حاليًا هو الرد الرمزي أو المحدود مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام الخيار الدبلوماسي لاجتذاب انتعاش اقتصادي يكبح السخط الداخلي.