بلال حسن التل يكتب: قصص نجاح اردنية

نبأ الأردن -
شركة مناجم الفوسفات الاردنية، شركة البوتاس العربية، شركة البريد الاردني، ونقابة الصحفيين الاردنيين، مؤسسات اردنية كانت جميعها خلال الاسابيع الماضية محل اهتمامي وأعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل ، فالمؤسسات الثلاثة الاولى منها كانت تحت مجهر جماعة عمان لحوارات المستقبل،من خلال ندوات حوارية ولقاءات صريحة مع إدارات هذه المؤسسات، وكانت الرابعة وهي نقابة الصحفيين الاردنيين محل اهتمامي ومتابعتي الشخصية لانتمائي المهني اليها منذ نصف قرن، وكانت نتيجة الرصد والمتابعة ان هذه المؤسسات الاردنية تشكل في ايامها هذه قصص نجاح اردنية يجب تسليط الضؤ عليها، اولا لنخرج مواطني بلدنا من حالة الاحباط والتذمر التي تسعى أكثر من جهة لاغراق الاردنيين فيها، من خلال تسليط الضؤ على السلبيات وتضخيمها، بل واختراعها من اساسها في الكثير من الأحيان ،عبر الحرب الإلكترونية التي يشنها الذباب الإلكتروني على بلدنا وشعبنا، وهو الامر الذي طالما حذرنا منه، ومن خطر الإشاعات التي يبثها بيننا على وجه الخصوص .
وثانيا لنعرف اسباب نحاح هذه المؤسسات كنموذج، يستحق ان نعممه على سائر مؤسساتنا الوطنية، للاقتداء به.
الحقيقة الاولى التي لابد من قولها عن أسباب نجاح هذه المؤسسات هي ان لاشيئ من قوانين وانظمة هذه المؤسسات قد تغير لنقول ان التشريعات هي سبب هذه النجاحات التي تحققها هذه المؤسسات، كذلك فان الحكومة لم تقدم لهذه المؤسسات دعما ماليا،على العكس فان بعض هذه المؤسسات هي من صار يرفد الخزينة العامة بملايين الدنانير سنويا، خاصة شركة مناجم الفوسفات الاردنية وشركة البوتاس العربية، لذلك نقول ان المال ليس هو سبب نجاح هذه المؤسسات. يبقى شيئا اخيرا هو الادارة، فالقارئ لمسيرة هذه المؤسسات سيكتشف ان مسيرة نجاحها بدأت مع تولي ادارات جديدة امرها، فقد بداء النحاح والتحول في مسيرة
شركة مناجم الفوسفات الاردنية بتولي الخبير الإداري المميز والحازم الاستاذ الدكتور محمد ذنيبات قيادة شركة مناجم الفوسفات الاردنية رئيسا لمجلس ادارتها، ليحولها من شركة خاسرة دخلت مرحلة التصفية الاجبارية بموجب أحكام القانون الى شركة رابحة قادرة على تسديد ديونها، بل ورافدة للخزينة العامه بملايين الدنانير على شكل أرباح ورسوم وضرائب، وهذا ليس بالأمر المستغرب على ابي المعتصم، صاحب السجل الطويل والحافل بالنجاحات، وهو سجل لاغربة معه في ان يحول شركة مناجم الفوسفات من وضعها البائس الى قصة نجاح اردنية يحق لنا ان نفتخر بها وطنيا.
ومثلما لعبت ومازالت الادارة دورها المركزي في صناعة قصة نحاح شركة مناجم الفوسفات الاردنية، كذلك هو الحال في شركة البوتاس العربية، فالتناغم والتكامل بين جناحي الادارة العليا للشركة ممثلين برئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة ابو هديب والرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور مكن شركة البوتاس العربية من مراكمة النجاحات، والوصول الى العالمية، لتصبح الشركة مصدر فخر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ويكفيها ذلك وساما وعلامة نجاح بتفوق.ولتكون قصة نجاح اردنية
اما شركة البريد الاردني التي دخلت مرحلة التصفية الاجبارية قانونيا، والتي عينت لها الحكومة السيد سامي الداود رئيسا لمجلس ادارتها مكلفا بتصفيتها، فان ارادة التحدي عند الرجل حولتها بالتعاون والتكامل مع المدير العام للشركة السيدة هنادي الطيب الى شركة رابحة قادرة على سداد ديونها، قادرة على التطور وتقديم عشرات الخدمات التي تدخل في كل تفاصيل حياة المواطن اليومية في وطنه الاردن وخارجه. لتنال الشركة واستمراريتها دعم رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان واقتراحته التي ساهمت في مراكمة نجاحات شركة البريد الاردني، بالإضافة الى شد دولته من عزيمة قيادة الشركة وكوادرها، لتخرج من مفهوم شركة طوابع الى شركة خدمات عصرية، صار لها أكاديمية تدرب شباب الاردن على مهن العصر.لتسهم في حل مشكلة البطالة في بلدنا.ولتهدية قصة نجاح اردنية.
اما نقابة الصحفيين الاردنيين فليس خافيا نشاط نقيبها ومجلسها الجديد على احد من الاردنيين، فاخبار النقيب طارق المومني تملاء الافق الوطني،في حركته الدؤبة سواءلحماية المهنة وهي حماية تعني حماية المواطن من التضليل عبر الاخبار الغير صحيحة التي يبثها منتحلو الصفة، وهي ايضاحماية للمواطن من الابتزاز، وهي قبل كل شئ حماية لصورة الوطن من التشويه الذي يمارسه الدخلاء على مهنة الصحافة.وسواء لعدم اقتصار جهد نقيب الصحفيين ومجلس النقابة الجديد على حماية المهنة فقط على اهمية ذلك، لكنه ينشط في كل ما من شأنه تمكين اعضاء الهيئة العامة من الحصول على حقوقهم ومن خلال توفير المناخ المناسب لعملهم، ليتمكنوا من القيام بواحباتهم كما يجب، وبذلك يؤسس نقيب ومجلس نقابة الصحفيين لحل معضلة الإعلام الاردني، وقبل ذلك يؤسس لقصة نجاح اردنية.
خلاصة القول في قصص النجاح الاردنية هذه، التي يجب ان تعمم لتنشر الأمل والتفاؤل في مجتمعنا، اقول خلاصة القول هي ان وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو أساس كل نحاح. ولنتذكر قول الاردنيين الاوائل (مابحرث البلاد الا عجولها) في اشارة واضحة الى سبب مركزي اخر من أسباب النجاح هو الانتماء الصادق لتراب هذا الوطن، وهو ما تحقق في إدارات المؤسسات محل هذا المقال.