د.حسن براري يكتب : من سينتصر؟

نبأ الأردن -
يسألني الكثير من الأصدقاء عن هوية المنتصر في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. بعضهم يسال ويجيب بشكل رغائبي وينتقي من الأدلة ما يرجح تفضيلاته. البعض يرى إسرائيل العدو الاستراتيجي الذي ينبغي أن يتلقى هزيمة ساحقة والآخر متأثر بوجهة نظر مذهبية لا تتحرر من دور إيران في قتل السنة في سوريا.
بعيدا عن الحروب الاعلامية التي ترافق الحرب والبروباغندا والذكاء الاصطناعي تكمن الإجابة في معادلة دقيقة ترتكز على قدرة كل طرف على تحقيق أهدافه الاستراتيجية قبل الآخر،
ففي غياب تدخل أمريكي كامل، إذا نجحت إيران في إنهاك منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية عبر ضربات مكثفة ومتكررة، ستتمكن من فرض معادلة ردع جديدة. إيران تقول بأنها قريبة من تحقيق هذا الهدف مع أنها لا تقدم تفسيرا منطقيا لتراجع عدد الصواريخ التي تستهدف إسرائيل.
بالمقابل، إذا استطاعت إسرائيل تدمير المنشآت الحيوية في إيران، وعلى رأسها المنشآت النووية، قبل أن تصل قدرات إيران الهجومية إلى ذروتها، ستضمن التفوق الحاسم، مع أنه لا يمكن اختزال القوة الإيرانية ولا الصمود الإيراني بمنشآت نووية، فمثلا حتى لو تم تدميرها واستمرت ايران بالضربات الصاروخية المؤثرة، كم وقت يمكن أن تصمد إسرائيل دون اللجوء إلى خيارات صعبة؟
الزمن والتكتيك هما العنصران الحاسمان.