د.حسن براري يكتب : على حافة الهاوية

{title}
نبأ الأردن -
ما لم تتصرف إيران بشكل مختلف، فإن الولايات المتحدة قد تدخل الحرب. جميع المؤشرات تشير إلى أن واشنطن حصلت على دعم من مجموعة السبع (G7)، وربما تنتظر استكمال نقل أصولها إلى المنطقة لشن هجوم عسكري.

ترامب يبدو وكأنه يتمرد على قاعدته الانتخابية المعروفة بـ "MAGA" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، وهي القاعدة التي انتخبته على أساس تجنب الدخول في الحروب. ومع ذلك، قد يتخذ ترامب قرار الانضمام إلى الحرب بهدف وضع حد نهائي لما يُعرف بالمسألة الإيرانية.

على الرغم من شكوكي في قدرة إيران على الصمود في مواجهة كهذه، لا أعرف لماذا استحضرت في ذهني العدوان الثلاثي على مصر، عندما تعاونت بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل لشن عدوانهم المشؤوم. فعلى الرغم من الهزيمة العسكرية التي لحقت بجمال عبد الناصر، إلا أنه تمكن من تحقيق انتصار سياسي.

مشكلة إيران اليوم تكمن في عزلتها؛ فهي تفتقر إلى الحلفاء أو العلاقات الدولية التي يمكن أن تفرض قيوداً على إسرائيل أو الولايات المتحدة. وبذلك، تجد إيران نفسها أمام خيارين: الاستسلام، أو الدخول في حرب مهما كانت التكاليف.

أشار ترامب إلى أن بلاده تسيطر على سماء إيران، بل إنه قال إنه يعرف مكان المرشد الإيراني، لكنه أكد أنه لن يُقدم على قتله الآن. فهل هذه تصريحات تهدف إلى إخافة القيادة الإيرانية، على أمل أن ترضخ للشروط الأمريكية؟ من المعروف أن ترامب يعتمد على لعبة "الخداع" أو "جس النبض" (bluffing) في سياسته الخارجية.

في ظل هذه التطورات، ستبقى الأنفاس محبوسة خلال اليومين القادمين، فكل الأطراف تنتظر ما ستؤول إليه الأمور. هل ستتراجع إيران؟ أم أن التصعيد سيقود المنطقة إلى مواجهة شاملة قد تكون الأكثر خطورة في تاريخها الحديث؟
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير