باسم سكجها يكتب: عشر دقائق من كلام الملك الضميري الإنساني

نبأ الأردن -
صحيح أنّنا نُكرّر الكلام نفسه تقريباً، مع كلّ خطاب تاريخي للملك في محفل دولي، ولكنّ الصحيح أكثر أنّ الملك عبد الله يتجاوز مع كلّ خطاب جديد ما سبقه، من حيث التقدّم في الرؤية الضميرية الإنسانية.
نتحدّث، هنا، عن خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي اليوم، ولم تخف رئيسة البرلمان عند تقديمها جلالته تغيّر شكل العالم خلال الخمس سنوات منذ آخر خطاب، مؤكدة على رؤيته المستقبلية التي أطلقت جرس إنذار حينها.
وهذا ما نعنيه هنا حيث التقدّم في الرؤية الضميرية الانسانية، فمياه كثيرة جرت خلال تلك السنوات تحت الجسر، لأنّنا مررنا بوباء كورونا، وتوسّعت دائرة العنف العالمي لتشمل حرباً في أوكرانيا، وضاعفت إسرائيل جريمتها الوحشية المتجددة في غزة، وها هي تشنّ حرباً مرفوضة على إيران.
ذلك كلّه تضمّنه خطاب الملك، بصراحة وشفافية ودون مواربة، وكما كان واضحاً فقدّ مثّل الضمير الانساني، وليس الأردني فحسب، ويدلّ على ذلك حجم الوقوف والتصفيق من ممثلي كلّ برلمانات دول الاتحاد الأوروبي.
نتوقّف، هنا، أمام اختيار البرلمانيين التصفيق تأييداً عنذ ذكر مجزرة غزة، والتأكيد على حق الفلسطينيين بالدولة المستقلة، وإشارته إلى العهدة العمرية في القُدس والوصاية الهاشمية على المقدّسات.
في أقلّ من عشر دقائق لم يضع الملك يده على الجروح فحسب، بل جعل الحاضرين يتذكّرون جراحهم التاريخية، وكيفية تغلبهم عليها بالتسامح والتصالح، وكما نكتب دائماً: نفخر بكوننا من شعب الملك عبد الله الثاني، وللحديث بقية.