علا الشربجي تكتب : من نحن… في زمن الاصطفافات المضلّلة؟

{title}
نبأ الأردن -

هل انت مع النَيلِ من حلم الهلال الشيعي ام انك مع القضاء على الطموح الاسرائيلي "أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات " 
بقلم علا الشربجي : إعلامية _كاتبة سياسية 

وسط الضجيج القادم من طهران وتل أبيب، يطل سؤال موجع في صميم الوعي العربي:
هل بات علينا أن نختار بين إسرائيل وإيران؟
بين دولة تحتلّ الأرض وتسفك الدم، وأخرى ترفع راية المقاومة بينما تزرع الانقسام وتُغذّي الأجندات الطائفية؟

الواقع أن هذا السؤال، وإن بدا منطقيًا في ظاهر المشهد، إلا أنه في جوهره معيب ومفروض علينا.
فهو يضع العرب في زاوية ضيقة، وكأنهم مجبرون على الاختيار بين مشروعين لا يشبهانهم ولا يحملان لهم أي أفق حقيقي.

إسرائيل تروّج لنفسها كضامن للأمن والاستقرار مقابل تطبيع شامل يُفرّغ القضية الفلسطينية من مضمونها،
وإيران تطرح نفسها كراعية للمقاومة، فيما تتدخل في النسيج العربي الداخلي وتُغذّي الصراعات من بيروت إلى صنعاء.
وبين هذا وذاك، لا يُذكر العرب إلا بوصفهم "ساحات” أو "حلفاء” محتملين، لا شركاء في القرار.

الانجرار وراء هذا الاصطفاف الإقليمي لا يخدم سوى أصحاب المشاريع الخارجية.
فكلما ظنّ طرفٌ ما أنه "أذكى” بتحالفه مع عدو الأمس، كان يخسر مزيدًا من استقلاله ومصداقيته.
والأخطر من ذلك، أن الشعوب باتت أكثر وعيًا من كثير من أنظمتها .
ترى الحقائق وتفهم خيوط المشهد لكنها مقيّدة بصراعات لا تملك فيها الصوت ولا التأثير.

ما يجري اليوم ليس مجرد تبادل ضربات بين قوتين، بل هو استعراض طويل لمشاريع توسعية متقابلة،
تدفع الشعوب العربية وحدها ثمنها: في الأمن، والاقتصاد، والسيادة.

الحديث عن "حلفاء” و”أعداء” لم يعد مجديًا إن لم يبدأ من الداخل العربي.
الاستقلال في الموقف، وامتلاك قرار وطني واضح، لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية.
فالسؤال الآن ليس: مع من أنت؟
بل: هل أنت مع نفسك؟ مع شعبك؟ مع مصلحتك الحقيقية؟

في زمن تتشظّى فيه الجغرافيا العربية بين نارين، الخيار الحقيقي ليس بين طهران وتل أبيب،
بل بين البقاء كأداة، أو النهوض كصاحب مشروع مستقل .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير