احمد ايهاب سلامة يكتب: الدرع المثقوب والأسرار المباعة: من فتح أبواب طهران للإحتلال؟

{title}
نبأ الأردن -
ما حدث الليلة في سماء طهران ليس مشهداً عابراً ولا جولة روتينية من تبادل الصواريخ بين الاحتلال وإيران، إنه تحول نوعي يُنبئ بأن شيئا عميقا وخطيرا يجري في الخفاء وأن رقعة الصراع خرجت من إطار الردع إلى منطق التصفيات وتصفية الحسابات الكبرى

إن سلسلة الاغتيالات الأخيرة وعلى رأسها استهداف قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني ليست مجرد رسائل نارية بل خناجر طعنت في قلب السيادة الإيرانية في وضح النهار ومن الجو، بلا رد ولا رادع لقد اخترقت طائرات العدو سماء "طهران" نفسها انها ليست الضاحية ولا الحدود الشرقية بل العاصمة مركز القرار والرمزية وأسقطت مباني وقتلت من يفترض أنهم محصنون داخل منظومة أمنية تعد من الأشد تعقيداً في الإقليم.

هذا الحدث يعيد إلى الأذهان الاختراق الشهير لحزب الله اللبناني عبر أجهزة "البيجر" التي قادت لتصفية الصف الأول من القادة الميدانيين وكأننا نشهد فصلا مكررا من رواية الاختراق والاحتواء، لكن هذه المرة في قلب الجمهورية الإيرانية 

واشنطن ومن خلفها تل أبيب لا تخفي أهدافها مشروع إيران النووي في مرمى التصويب لا لأن طهران "سيئة" او جيدة بل لأن ميزان القوى لا يُحتمل فيه لاعبون جدد يهددون التفوق الأحادي.. المسألة ليست أخلاقية بل استراتيجية بحتة والحديث عن التفاوض ما هو إلا قناع مؤقت لمعركة تدار بالبارود والخداع والاغتيال الا اذا تم التنازل عن المشروع النووي الإيراني او التفاوض عليه 
كما يريد الجانب الأميركي 

إن اغتيال قائد الحرس الثوري حسين سلامي واغتيالات العلماء النوويين الذين شكلوا العمود الفقري للمشروع الإيراني تؤكد أن ثمة اختراقا أمنيا خطيرا لا يمكن إنكاره، فحين تضرب العاصمة بهذه السهولة وتغيب القدرة على الرد فإن الخطر ليس خارجيا فقط بل ينخر الداخل الإيراني نفسه، ربما هناك عملاء وجواسيس من داخل رئاسة الجمهورية الإيرانية وربما من المقربين للسيد علي الخامنئي 

على طهران قبل أن تفكر بالرد أن تنظر في المرآة، لا بد من تطهير داخلي قبل رفع الرايات من قاسم سليماني إلى روح الله حسينيان مرورا بإبراهيم رئيسي ومجتبى خامنئي، لا بد أن يسأل: كيف انكشفت الحصون بهذه السهولة.. كيف صارت مفاتيح الدولة في أيد يخترقها العدو؟

حين تفتح الأبواب يصبح الرصاص سهلا والخيانة أكثر فتكا من الحرب.. على إيران إعادة حساباتها جيداً هذا ان كانت تهتم بسيادتها اكثر من مشروعها النووي.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير