علاء الذيب يكتب : سامر حسين جاغوب... رجلٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنى

نبأ الأردن -
في عالم لا يخلُ من التحديات والتقلبات، تبرز بعض الأسماء كمنارات للصدق والإخلاص والعمل الدؤوب، ومن بين تلك الأسماء يلمع نجم "سامر حسين جاغوب"، رجلٌ خط مسيرته بثبات، وسار في دروب المهنة والأخلاق بعزيمة لا تلين، ليصبح أحد الرموز المشرفة في مجاله، وأيقونة للنجاح الحقيقي المبني على المبادئ الإنسانية.
منذ بداياته، كان واضحا أن سامر جاغوب يمتلك رؤية استثنائية، وقدرة على قراءة الأرقام بروح عميقة وعقل تحليلي متزن، اختار طريق المحاسبة والتدقيق، وبدأ مسيرته المهنية بخطى واثقة، متسلحا بالعلم، والثقة، والنية الصادقة لخدمة من حوله.
ومع مرور السنوات، أصبح شريك ومديرا في شركة Deloitte – قطر، وهي واحدة من أكبر وأهم شركات التدقيق والمحاسبة في العالم، لم تكن تلك مجرد وظيفة، بل كانت مسؤولية حملها على عاتقه بأمانة، وقدم خلالها خلاصة خبراته لمؤسسات وشركات كبرى، ملتزما بالشفافية والمهنية، واضعًا الصالح العام فوق أي اعتبار.
لم يكن سامر جاغوب موظفا ناجحا فقط، بل كان إنسانا يحمل الخير في قلبه، والبذل في يديه، فقد عرف عنه دعمه الدائم للمبادرات التعليمية والخيرية، وكان من أصحاب "الأيادي البيضاء" الذين يعملون في صمت، ويمنحون بلا مقابل.
وقد برزت هذه الروح جليا في مساهمته الأخيرة بتأسيس منحة دراسية باسم "منحة السيد سامر الجاغوب والمرحوم المحامي حسين الجاغوب" لصالح طلبة كليتي الطب والهندسة في جامعة النجاح الوطنية، لم تكن هذه مجرد منحة، بل كانت رسالة إنسانية تؤكد أن التعليم هو السلاح الأقوى، وأن المستقبل يصنع بالعلم والإيمان بالشباب.
ما يميز سامر جاغوب ليس فقط مكانته المهنية، بل قربه الحقيقي من الناس، فهو لم يغلق بابا في وجه محتاج، ولم يتأخر يوما عن تقديم نصيحة أو دعم أو كلمة طيبة، كان للجميع أخا للصغير، وناصحا للكبير، وصديقا لمن عرفه ولو للحظة.
شهدت له المجتمعات في قطر والأردن وحتى بين زملائه في الولايات المتحدة بحسن الخلق، وصفاء النية، وأدبه العالي في التعامل، لم تكن محبته مجرد إعجاب، بل احترام صادق نابع من أثره في قلوب من حوله.
بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني، قرر الأستاذ سامر جاغوب أن يترجل عن صهوة العمل، وأن يفسح المجال لجيل جديد يكمل المشوار، تقاعده لم يكن نهاية، بل بداية فصل جديد في العطاء بصور أخرى، ودعوات الناس له ما زالت تتردد كل يوم، من طالب درس بفضل منحة، إلى موظف تعلم من خلقه، إلى زميل وجد فيه الدعم والسند، هو اليوم يستمتع بثمار ما زرعه، وتبقى ذكراه الطيبة حية في قلوب كل من تعامل معه.
نهاية ؛ سامر جاغوب ليس مجرد اسم في عالم المحاسبة والتدقيق، بل هو نموذج حي للرجل الصادق، النزيه، الحنون، والإداري المحترف، هو من تلك القلة التي جمعت بين الاحتراف والمروءة، العلم والتواضع، القوة والطيبة.
ترك خلفه سيرة تفوح بالعطر الطيب، ومواقف لا تنسى، وأثرا لن يمحى في المؤسسات التي خدمها، وفي النفوس التي لمسها.
سامر جاغوب... رجلٌ كان وما زال مدرسة في الأخلاق، ومثالا يحتذى في المهنة، ورمزا من رموز العطاء والنجاح الحقيقي.
يعطيك الف عافية وما قصرت.