تمارا قنديل تكتب: في مَقامِ الجامعةِ الأردنيّة

نبأ الأردن -
طالبةُ دكتوراة في قسمِ اللُّغة العربيّة.
في الجامعةِ الأردنيّة، لا تُقاس الأيّام بالسّاعات، بل تُكتَب بالعطاء، وتُحفظ في ذاكرةِ المجد.
هنا، لا تتكلّم الجدران عن تاريخٍ مضى، بل تنطق بالحاضر، وتُنبئ عن غدٍ لا يشبه سواه.
في ملتقى الأساتذة الفخريّين الثّاني الّذي أقيم في الجامعةِ الأردنيّة، لم يكن الحضور مجرّد احتفالٍ رمزيّ، بل كان وقوفًا مَهيبًا أمامَ مرآة الذّات، حيثُ تلتقي الأجيال وتتحاور الأزمنة.
تفتّحت أبواب الجامعة، لا لتستقبل ضيوفًا، بل لتُعانق أهلها… أولئك الذين غرسوا فيها بذور الحكمة، وسقوها من عرقهم، حتّى أزهرت علمًا وسُمعة ووقارًا.
الجامعة الأردنيّة ليست مكانًا، بل مقام.
ليست مجرد صرح أكاديميّ، بل ذاكرة وطن، ومنبر تعلّمت منه العقول كيف تشتقّ الفكرة من الصّمت.
كلّ تفصيلٍ في التّنظيمِ كان قصيدة، وكلّ حركةٍ كانت دلالة على أنّ الفخامةَ ليست ترفًا، بل منهج حياة.
التّرتيب، الانسجام، الذّوق العالي… كلّها تنطق بلغتها الخاصّة.
في حضرةِ الأردنيّة، ينتشي القلب، ويقفُ الحرف متأمّلًا.
فأن تكون هنا، ليس حظًّا عابرًا، بل امتياز يُحمّلك مسؤوليّة أن تكونَ على قدرِ هذا المجد، وأن تمشي على أرضٍ مشبعةٍ بالهُويّة، ممهورةٍ باسم الوطن، ومكتوبةٍ بلغةٍ لا يقرؤها إلّا من كان للعلمِ قلبًا
أن تكونَ من أبناءِ الجامعةِ الأردنيّة، هو أن تحملَ الفخر في قلبِكَ والعلم في روحِك، حيثُ تبدأ الحكاية ولا تنتهي.
شكرًا للجامعةِ الأردنيّة.