د.حسن براري يكتب : ليست رمانة بل قلوب مليئة

{title}
نبأ الأردن -
كرياضي عتيق ومتابع شغوف لكرة القدم، أرى نفسي دائمًا ضمن الذين لا يكتفون بمشاهدة المباريات، بل يسعون لتحليلها بناءً على معرفتهم بالخطط والتكتيكات والتقنيات الحديثة والتقليدية. وأعترف أنني أعشق ريال مدريد بجنون، لكن دون كراهية للفريق الآخر، وأمنحه الاحترام حين يبدع.

لا أدري لماذا أطلق البعض حملتهم للنيل من الأردن لمجرد أن منتخبنا تأهل مباشرةً كأول فريق عربي إلى كأس العالم. فقد جاءت تعليقات بعض الشخصيات المعروفة مليئة بالانتقاص والتفاهة، متذرعة بضرورة التركيز على المعركة في غزة، وكأن المنتخب الأردني هو الفريق العربي الوحيد الذي يشارك في التصفيات، وكأن الدول التي تدعي "دعم" القضية الفلسطينية لم تشارك، وكأن إيران، التي هُزمت من إسرائيل في جميع الساحات، لم تشارك، وكأن الجزائر وسوريا وقطر والسعودية والإمارات والمغرب وتونس وبقية الدول الإسلامية لم تشارك أيضًا.

المفارقة أن نفس الأبواق التي تنتقد الأردن تُمجد مشاركة المنتخب الفلسطيني، وتصفه بـ"الفدائي البطل". وأنا شخصيًا أؤيد هذا الوصف وأرى أن المنتخب الفلسطيني رمز للصمود عندما يشارك وينافس في ظل ما يتعرض له أهل غزة من إبادة.

عندما كان العرب يحاربون، كان الأردن في مقدمة الصفوف. أما الدول التي تدعم إعلاميًا النيل من الأردن، فلم تكن سوى خيال لا يعرف عنها أحد شيئًا. قدم الأردنيون، وبكل فخر، الشهيد تلو الآخر دفاعًا عن فلسطين، وما عليكم سوى قراءة ما كتبه مؤرخو العدو الصهيوني، مثل بني موريس، الذي اعترف بأن الجيش الأردني كان الوحيد الذي لم يخسر أي مواجهة في عام 1948. لكن هذا البلد يعرف متى تكون الحرب ومتى لا ينبغي أن تكون. كرة القدم هي مجرد لعبة، ولنا الحق أن نلعب ونشجع، وهذا لا ينتقص أبدًا من محبتنا لفلسطين ودعمنا المستمر لأهلها لنيل حقوقهم المغتصبة.

ولكن هؤلاء من فلول لا يفقهون في كرة القدم شياء لم يستطيعوا إخفاء حقدهم على بلد بموارد قليلة استطاع أن يبقي رأسه مرفوعًا وسط الأمواج. فالأردن، مقارنةً بموارده المحدودة، يعد أنجح دولة عربية في تحقيق مؤشرات التنمية البشرية، لكن هذا لا يهمهم، لأن حقدهم أعمى بصيرتهم. فهي ليست مجرد "رمانة" بل قلوب مليئة بالكراهية والحسد.

نحن الأردنيون لا نستحق هذا الجحود، فقد فرحنا دائمًا لكل منتخب عربي حقق إنجازًا. وما زلت أذكر الشاب الذي أصيب بنوبة قلبية عندما خسرت مصر الجولة الأولى في مونديال إيطاليا 1990، لأن تكوين الأردنيين عروبي أصيل. الشارع الأردني هو الأكثر عروبة، لكن الأردن عصية على أن تتحول إلى ساحة لمغامرات محور مأزوم.

مبروك للأردن ولا عزاء للفلول!!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير