د.وليد العريض يكتب: رغم الجراح... تأهلنا

نبأ الأردن -
في لحظة فارقة من تاريخنا، ورغم ما يحيط بنا من آلامٍ وأوجاعٍ متراكمة، يُسجّل منتخبنا الوطني إنجازًا استثنائيًا بالتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم، فاتحًا نافذة فرح طال انتظارها في وجدان شعبٍ لا يزال يقبض على حلمه وسط العواصف.
لقد شكّل هذا الإنجاز محطة مضيئة في مسيرة وطنٍ أنهكته التحديات، لكنه لم يُهزم. فقد كان التأهل ثمرة عزيمةٍ لا تلين من اللاعبين، ودعمٍ واثق من القيادة، وإيمانٍ راسخ من شعبٍ صابر، ما زال يعرف كيف يصنع الأمل من ركام الألم.
اليوم، نفرح... ليس لأن الجراح اندملت، بل لأننا رغمها استطعنا أن ننهض ونفرح.
نفرح لأن منتخبنا الوطني رفع الراية عاليًا في المحافل العالمية، مؤكدًا أن هذا الشعب يستحق الحياة، ويستحق أن يسمع العالم صوته من ملاعب العز والكرامة.
كل التحية والتقدير لأبطالنا في الميدان، للقيادة الحكيمة التي ساندت، ولشعبٍ صادق النبض، كبير الإرادة.
إن هذا التأهل التاريخي لا يُمثل مجرد حضور في بطولة كبرى، بل هو شهادة حية على أن الإرادة الوطنية قادرة على صنع المستحيل، وأن الشعوب التي تؤمن بنفسها، وتتوحد خلف علمها، لا يُمكن أن تُقصى من الحلم.
ولأن الفرح حين يولد من عمق الألم يكون أصدق، فإننا نحتفل اليوم بفرحة استثنائية، نابعة من قلب مليء بالشوق للبهجة، نُهديها لأرواح من غادرونا، ولقلوب من صبروا، ولعيون الأطفال الذين رأوا في هذا التأهل بداية حكاية جديدة لوطن ينهض.
وها نحن نعلنها:
من الميادين الصامدة، من الأزقة المتعبة، من مدرجات القلوب قبل الملاعب…
تأهلنا... فليفرح الوطن.
تأهلنا... فليبتسم الشعب.
تأهلنا... فليشهد العالم على عزيمتنا.
ومع كل هذا الفرح، نجدد عهدنا بأن تبقى الرياضة إحدى واجهات النضال الحضاري، وصوتًا نقيًا يعكس وجه وطن يؤمن بأن الانتصار ممكن، وأن الغد أجمل.
مبارك لنا جميعًا هذا الإنجاز... قيادةً وشعبًا... حلمًا تحقّق، ومجدًا بدأ يُكتب.
5-6-2026