وائل المنسي يكتب: كشف تقرير نشرته صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية في 3 حزيران/يونيو 2025

نبأ الأردن -
استنادًا إلى استطلاع حديث أجرته شركة "يوغوف" (YouGov)، أن الدعم الشعبي لإسرائيل في دول أوروبا الغربية قد بلغ أدنى مستوياته منذ بدء تسجيل هذه البيانات، في مؤشر لافت يعكس تحوّلاً كبيرًا في الرأي العام الأوروبي تجاه السياسات الإسرائيلية، لا سيما في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة. ووفقًا للنتائج، فإن نسبة التأييد الصافي لإسرائيل – أي الفارق بين الآراء الإيجابية والسلبية – سجلت مستويات غير مسبوقة من الانخفاض في كل من ألمانيا وفرنسا والدنمارك، إذ بلغت -44 و-48 و-54 على التوالي، ما يشير إلى أن عدد المعارضين يفوق عدد المؤيدين بفارق كبير في هذه البلدان الثلاثة. أما في إيطاليا وإسبانيا، فقد وصلت معدلات التأييد الصافي إلى -52 و-55، وهي من أدنى المستويات التي تم رصدها منذ بدء إجراء هذا النوع من الاستطلاعات في عام 2021. وفي بريطانيا، التي تتمتع عادةً بمواقف أكثر اعتدالًا، بلغ التأييد الصافي -46، مقتربًا من أدنى مستوى مسجل سابقًا عند -49. وقد تراجعت معدلات التأييد الإجمالية لإسرائيل في جميع الدول الست التي شملها الاستطلاع، حيث لم تتجاوز نسبة المؤيدين 21% في أي من هذه الدول، بينما تجاوزت نسبة الآراء السلبية 60%، ووصلت في بعض الحالات إلى 70%، ما يعكس أزمة غير مسبوقة في صورة إسرائيل لدى الرأي العام الأوروبي. ويأتي هذا التدهور في الدعم الشعبي في سياق تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية التي تشنّها إسرائيل في قطاع غزة، والتي استُؤنفت بعد انهيار وقف إطلاق النار المؤقت في منتصف آذار/مارس، حيث اتّسمت المرحلة الأخيرة من الهجوم الإسرائيلي بفرض حصار خانق على شمال القطاع أدى إلى ما وصفته منظمات الإغاثة الدولية بحالة "شبه مجاعة". وتشير إحصاءات الضحايا إلى أن عدد القتلى في غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 قد تجاوز 54,000 شخص، في حين جاء هذا التصعيد كرد فعل على هجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل حوالي 1,200 شخص وأسر نحو 250 آخرين، لا يزال عدد كبير منهم محتجزًا حتى الآن. وتتناقض هذه النتائج مع صورة إسرائيل في الإعلام والسياسات الرسمية لبعض هذه الدول، مما يعكس فجوة آخذة في الاتساع بين مواقف الحكومات والرأي العام الشعبي. وقد بات واضحًا أن الرأي العام الأوروبي، الذي كان تقليديًا أكثر تعاطفًا مع إسرائيل أو على الأقل محايدًا، بدأ ينظر بشكل أكثر انتقادية إلى سياساتها في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا مع التغطية المستمرة لما يوصف بانتهاكات إنسانية جسيمة. ويرى مراقبون أن هذه النتائج قد تترك أثرًا سياسيًا بعيد المدى، إذ من المتوقع أن يزداد الضغط الشعبي على الحكومات الأوروبية لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، وربما الدفع نحو تبني مواقف أكثر تشددًا في المحافل الدولية، خاصة إذا استمرت الحرب وتزايدت الكلفة الإنسانية في غزة.