د.وليد العريض يكتب: حين يفيض الصمت بالكلام

{title}
نبأ الأردن -
تمهيد لا بدّ منه لنصوص تأخرت طويلًا
أستاذ جامعي و باحث في التاريخ والحضارة . تنقّل بين جامعات عربية عدة و عاش تجارب التعليم والكتابة والغربة والانتماء في فلسطين والكويت وإسطنبول والأردن. عُرف أكاديميًا في ميادين العلم والتدريس والبحث لكن بقي له في الظل وجهٌ آخر: وجه الكاتب الذي اختزن الشعر والحكاية والحب والموقف بصمت طويل حتى آن أوان البوح.

لماذا لم تُنشر هذه النصوص من قبل؟
سؤال مشروع يتردد في أذهان البعض وربما يُقال علنًا: أين كانت هذه الموهبة نثرًا كانت أم شعرًا؟ ولماذا لم تظهر إلى العلن إلا الآن؟ وهل تأخرت عن موعدها أم أنها اختارت زمنها الخاص؟
الإجابة بسيطة في ظاهرها لكنها عميقة في باطنها وتشهد عليها عقود من الانشغال والتأجيل والإرجاء الممزوج بالحلم.
لقد بدأت رحلتي مع محاولات الكتابة منذ أيام الدراسة الأولى. كانت الموهبة حاضرة لكنها لم تجد من يرعاها أو يوجهها. لم تتوفر بيئة حاضنة ولا إمكانيات تتيح الصقل والتطوير. وبين مقاعد المدرسة والعمل المبكر، كانت الأولويات تمضي في اتجاه والكتابة تسير في اتجاه آخر، وحيدة.
وفي الجامعة بدأت أكتب لأهلي لا للناس أرسل لهم رسائل شعرية تعبّر عن الشوق وتقول ما يعجز الكلام العادي عن حمله. لكنّ الخوف من الوزن والعروض واللغة حال دون أن أتجرأ على اعتبار نفسي شاعرًا. فبقي كثير من تلك النصوص في الأدراج تنتظر.
وفي إسطنبول تجدد الأمل. كانت السنة الأولى مخصصة لدراسة اللغة فتبدّت مساحات جديدة للتأمل والكتابة. غير أن الهموم لم تتأخر: الأسرة و الإقامةو الدراسة و الأرشيف و مشاغل الأصدقاء والزملاء والسياح  كلها مزّقت الوقت وخصوصا غزو الكويت التي أضاع ما تبقى من اموالي.كل هذه  الظروف ضيّقت على القصيدة. ومع هذا كانت هناك بعض القصائد لزوجتي والأم وغيرها.

ثم جاءت الأعوام الثقيلة حيث الاحتلال والانتفاضات وكثرة التنقل والضغوط الأمنية والإدارية والتحفظات التي تفرضها المواقع الرسمية فكان من الحكمة تأجيل نشر الكثير وخصوصًا الشعر الرومانسي لما قد يُفهم منه أو يُؤول عليه. فالموقع الأكاديمي له حساباته والناس لا تفصل بسهولة بين الشاعر والوظيفة.
ثم انشغلتُ تمامًا بالتعليم الجامعي بتدريس الأجيال والبحث وتربية الأبناء والركض خلف الاستقرار في عالم مضطرب فكان ما يُكتب يُركن وما يُفكر فيه يُؤجل حتى تراكمت النصوص وتكاثرت المسودات وضاعت فرص النشر.
أما اليوم وقد بلغت من العمر ما يجعلني أكثر حرية وبعد حصولي على إجازة علمية واقتراب انتهاء مهامي الأكاديمية مع نهاية العام الدراسي الحالي  فقد قررت أن أعود إلى هذا الوجه المنسي من ذاتي: وجه الكاتب الذي صبر طويلً وآن له أن يتكلم.
لقد وضعت خطة واضحة لتجميع أبحاثي العلمية المتناثرة ونشرها. وللشروع في إصدار نصوصي الأدبية التي تراكمت بين الشعر والنثر والمذكرات والروايات سأكتب الآن لا لأثبت شيئًا بل لأكمل ما بدأت ولأقول ما تأجل. لقد أسقطت السنين عنّي الشبهات ولم يعد في القلب ما يخشى سوى التأخر عن قول الحقيقة.
أحمد الله على كل ما مضى وأتوسل إليه أن يمنحني القوة والصحة لأكمل هذه المسيرة حاضرًا في الحرف كما كنت حاضرًا في القاعة وأبقى وفيًّا للغة التي صمتت طويلاً كي تبوح صدقًا.
ما تأخر ظهوره لم يكن غائبًا بل كان ينضج بصبر.
*-السيرة الذاتية:
 سيرة ذاتية تزيد عن 40 صفحة زاخرة بالأعمال وهذا ملخصها:
*-الاسم الكامل:
 وليد صبحي العريض
الدرجة العلمية: أستاذ (بروفسور) في التاريخ الحديث والمعاصر و الحضارة الإسلامية 
البلد: فلسطين – الأردن
التحصيل العلمي:
*-بكالوريوس من جامعة الكويت1978
التخصص الدقيق: التاريخ العثماني وتاريخ العرب الحديث وحضارتهم.
*-الخبرات الاكاديمية:
 -معيد وباحث في جامعة الكويت 1978-1981
-باحث في قسم التراث العربي المجلس الوطني للثقافة والفنون الكويت-1982-1986
-ماجستير ودكتوراه من جامعة إسطنبول1986-1992.

-أستاذ في عدة جامعات عربية منذ أكثر من 35 عامًا
-مشارك دائم في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية
-مشرف على عشرات الرسائل الجامعية في التاريخ والعلوم الإنسانية
-  عشرات الأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكّمة ومؤلفات أكاديمية وبعضها قيد النشر. 
*- عشرات المحاضرات (يوتيوب) قدمها لمؤسسات علمية ولجامعات ومراكز دراسات وروابط وجمعيات وملتقيات  علمية وادبية. وله كذلك عشرات المقالات الأدبية والعلمية والقصائد على فيس بوك ومواقع ثقافية متنوعة . 
*الاهتمامات الأدبية:
-كتابة الشعر والنثر والمقالة منذ المرحلة المدرسية
-مزج بين الحس الإنساني والفكر التاريخي في النصوص،
تتناول نصوصه موضوعات الحب والمنفى والهوية والتحوّلات العربية والفلسطينية 
*الحالة الراهنة:
في إجازة تفرغ علمي لمدة سنتين متتاليتين من  بداية أكتوبر 2023.   و يستعد الآن
لتجميع أرشيفه الأدبي وتحضيره للنشر ضمن مشروع شامل يجمع بين المذكرات  والشعر و الرواية والمقالة الفكرية.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير